عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

الأزهر يُحذّر من نشر الشائعات: «كفى بالمرء كذبًا أن يُحدّث بكل ما سمع»

نشر الشائعات عبر
نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي

في خضم تزايد تداول الأخبار عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام دون تمحيص أو تثبّت، أطلق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية تحذيرًا شديد اللهجة، داعيًا إلى التزام الصدق والمسئولية في نقل الأخبار، خاصة في أوقات الأزمات، لما لذلك من أثر بالغ في استقرار المجتمعات أو اضطرابها.

وأكد المركز أن الإسلام قد حذَّر من نشر الأخبار دون التحقق من صحتها، مشددًا على أن الكلمة في دين الله أمانة عظيمة، يُسأل عنها الإنسان، وقد تؤدي إلى هدم بيوت، أو نشر فتن، أو إشاعة الخوف بين الناس، أو العكس، فقد تكون سببًا في نشر الأمل والتماسك.

 حديث نبوي جامع

استشهد المركز بالحديث النبوي الشريف: «كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ»[رواه مسلم]،في دلالة واضحة على أن نقل الأخبار دون تحقق يُعد من صور الكذب التي حذّر منها النبي ﷺ، لما فيها من خطورة على الأفراد والمجتمعات.

وأشار المركز إلى أن هذا التحذير النبوي يحمل بُعدًا إنسانيًّا وقِيَميًّا عظيمًا، حيث لا يُطلب من الإنسان أن يُخترع الكذب، بل يكفي أن ينقل كل ما يسمع دون تثبّت أو تحقق، ليقع في دائرة الكذب الذي يُروّج الشائعات، ويُدمّر الثقة، ويؤجج الصراعات.

القرآن يربط بين نقل الأخبار والتبيُّن

استند المركز كذلك إلى الآية القرآنية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[سورة الحجرات: 6]

 

وهي آية جامعة تؤكد أن الإيمان الحقيقي يقتضي التبيُّن وعدم التسرّع في تصديق أو نشر أي خبر؛ إذ إن الأثر قد يكون مدمرًا، ويجعل الإنسان نادمًا على ما فعل.

 الشائعات في ميزان الشريعة

أوضح الأزهر أن نشر الشائعات يدخل في دائرة الإثم الشرعي، لأنه يعكر صفو المجتمعات، ويثير البلبلة والفتن، كما أنه يعارض مقاصد الشريعة التي تدعو إلى السلم الاجتماعي، والاستقرار، وحفظ الكرامة.

وفي ظل الأزمات التي تمر بها المجتمعات اليوم، دعا المركز إلى التحلي بالحكمة والوعي، والرجوع إلى المصادر الرسمية وذات المصداقية، وعدم الانجراف وراء العناوين المثيرة أو المنشورات المجهولة المصدر.

مسئولية فردية ومجتمعية

أكد الأزهر أن كل فرد في المجتمع اليوم أصبح وسيلة إعلامية متنقلة من خلال هاتفه، وحسابه على مواقع التواصل، مما يُحتّم عليه أن يكون أمينًا في ما ينشر، متيقظًا لما يُعيد تداوله، وألا يسمح لنفسه بأن يكون أداة في نشر الزيف أو التهويل.