جوجل تعزز تطبيق جيميني بميزة "التعلم الموجه"

كشفت شركة جوجل عن تحديث مهم لتطبيق "جيميني"، يهدف إلى تحويله إلى أداة تعليمية أكثر فاعلية من خلال ميزة جديدة تُدعى "التعلم الموجّه". 

ويأتي هذا التطوير في إطار سعي جوجل لتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في دعم الطلاب والعملية التعليمية، بما يتماشى مع توجهات مشابهة من تطبيقات منافسة مثل ChatGPT وClaude.

تركز ميزة "التعلم الموجّه" على مساعدة المستخدمين، وخصوصًا الطلاب، على فهم المواد التعليمية بعمق أكبر. بدلاً من تقديم إجابة جاهزة، تعتمد هذه الميزة على تقسيم الموضوعات المعقدة إلى خطوات واضحة، وتطرح أسئلة متابعة تساعد على التفكير، كما تتيح أمثلة تفاعلية ورسومات توضيحية، مما يجعل عملية التعلم أكثر انخراطًا وتأثيرًا.

عند تفعيل "التعلم الموجّه"، سيتعامل تطبيق "جيميني" مع الأسئلة المطروحة وكأنها محادثة تعليمية، حيث يسأل المستخدم ليتأكد من فهمه، ويشرح المفاهيم بشكل تدريجي. 

وتستند هذه الميزة إلى تقنيات LearnLM، وهي مجموعة من نماذج الذكاء الاصطناعي المطورة خصيصًا لأغراض التعليم، وتعتمد على أبحاث تربوية حديثة لتعزيز جودة التفاعل مع الطلاب.

بالإضافة إلى الميزة الجديدة، أعلنت جوجل عن عرض ترويجي سخي لطلاب الجامعات في بعض الدول، من بينها الولايات المتحدة واليابان وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والبرازيل، حيث تتيح لهم استخدام خطة Google AI Pro مجانًا لمدة عام كامل. 

وتعد هذه الخطة النسخة الجديدة من Google One AI Premium، وتمنح المستخدمين مجموعة من المزايا المتقدمة تشمل الوصول إلى Gemini عبر تطبيقات Google Workspace، وزيادة في سعة تحميل الملفات على أدوات مثل NotebookLM وGemini 2.5 Pro، بالإضافة إلى مساحة تخزين سحابية تبلغ 2 تيرابايت.

عادة ما تصل تكلفة الاشتراك السنوي في هذه الخطة إلى 200 دولار أمريكي، ما يجعل العرض فرصة كبيرة للطلاب لتجربة أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة مجانًا، سواء لأغراض التعليم أو تطوير المهارات التقنية.

هذا التوسع في خدمات جوجل التعليمية لا يأتي من فراغ، فقد كانت الشركة رائدة في دعم التعليم عبر الإنترنت منذ سنوات، من خلال أجهزتها مثل Chromebook وخدماتها عبر Google Workspace التي تستخدمها آلاف المدارس حول العالم، ومع دخول الذكاء الاصطناعي بقوة إلى هذا المجال، تسعى جوجل إلى ترسيخ مكانتها كشريك تعليمي موثوق به.

وفي خطوة إضافية تؤكد التزامها بالتعليم، أعلنت الشركة أيضًا عن تخصيص مليار دولار أمريكي لدعم التعليم في الولايات المتحدة على مدار السنوات الثلاث المقبلة، ويتضمن هذا الدعم تمويل الأبحاث العلمية، وتوفير موارد الحوسبة السحابية، وإطلاق دورات تدريبية لمحو الأمية في مجال الذكاء الاصطناعي. 

وتستهدف هذه المبادرة الجامعات غير الربحية التي تعمل على تكييف مناهجها التعليمية مع متطلبات العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.

الرسالة من جوجل واضحة: الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو ركيزة أساسية في مستقبل التعليم. من خلال "جيميني" و"التعلم الموجّه"، بالإضافة إلى الدعم المالي والمزايا المجانية، تؤسس جوجل بيئة تعليمية رقمية تهدف إلى تمكين الطلاب من جميع الخلفيات ليكونوا جزءًا فعالًا في الاقتصاد المعرفي الحديث.