بعد اتهامه بتجسيد شخصيته الحقيقية في الأفلام.. جورج كلوني يرد بحدة على النقاد
في رد مباشر حمل الكثير من الحزم وربما بعض المرارة، هاجم النجم العالمي جورج كلوني، البالغ من العمر 64 عامًا، النقاد الذين اتهموه بتكرار نفسه وتجسيد شخصيته الحقيقية في مختلف أدواره السينمائية.
وأبدى كلوني، الذي يمتلك مسيرة فنية امتدت لأربعة عقود وتُوجت بجائزة الأوسكار عن فيلم Syriana، استياءه من هذا التصنيف السطحي لأدائه التمثيلي، مؤكدًا أن قدرته على التنقل بين الأنواع السينمائية المتنوعة تتطلب مهارة أكثر مما يعتقد البعض.
في مقابلة حديثه مع مجلة “فارايتي”، طرح عليه سؤالًا صريحًا عن تنوعه كممثل، فجاء رده: "هل يقول الناس إنني أجسّد نفسي فقط؟ لا أهتم".
وأردف كلوني ساخرًا: "هل سبق لك أن حاولت تجسيد نفسك؟ إنه أمر صعب"، مستندًا إلى جملة مقتبسة من شخصيته في فيلمه المقبل جاي كيلي، ليحوّل الاتهام إلى نقطة تأمل بدلًا من دفاع تقليدي.
من هوليوود إلى برودواي... وتحولات المسيرة
كلوني، الذي اشتهر بأدواره في أفلام مثل Ocean's Eleven وOut of Sight وMichael Clayton، أشار إلى أنه لم يحظ بنجاح فوري، بل استغرق الأمر سنوات طويلة حتى نال شهرة واسعة عبر مسلسل ER الذي انطلق فيه في سن الثالثة والثلاثين.
وفي خطوة تكشف عن تطور في مسيرته الفنية، أعلن كلوني، في وقت سابق من هذا العام، أنه قرر الابتعاد نهائيًا عن الكوميديا الرومانسية، وهو النوع الذي كان أحد أبرز نجومه في التسعينيات وبداية الألفية.
وفي مقابلة مع برنامج “60 دقيقة”، أوضح أنه لم يعد يرى نفسه مناسبًا لهذا النوع السينمائي الذي غالبًا ما يركز على الشباب، قائلا: "انظروا، أنا أبلغ من العمر 63 عامًا، ولا أحاول التنافس مع رجال في الخامسة والعشرين.. هذه ليست وظيفتي بعد الآن".
جاذبية دائمة وتطور مستمر
رغم التوقف عن الأعمال الرومانسية، فإن سحر كلوني وحضوره الطاغي لا يزالان حاضرين بقوة على الشاشة.
ويؤكد العديد من النقاد أن أفلامه، حتى تلك التي لا تنتمي رسميًا إلى الكوميديا الرومانسية، تحمل في طياتها نكهة رومانسية خفيفة تميز أداءه، مثل الكيمياء المبهرة التي جمعته مع جوليا روبرتس في Ocean’s Eleven، أو كاثرين زيتا جونز في Intolerable Cruelty.
وكان آخر ظهور له في هذا النوع من الأفلام هو Ticket to Paradise عام 2022، حيث عاد للتمثيل إلى جانب روبرتس في قصة تجمع بين الكوميديا والحنين العائلي، محققة أكثر من 169 مليون دولار عالميًا.
ما بعد الشاشة.. نظرة ناضجة إلى الحياة والفن
اليوم، يرى جورج كلوني نفسه من زاوية مختلفة، ولم يعد مجرد رمز وسامة هوليوودي، بل زوج وأب، ومخرج ومنتج وصاحب رسالة.
ويبدو أن تعليقاته الأخيرة، على حدتها، تعكس موقفًا نابعًا من سنوات طويلة من العمل والتقييم الذاتي والتحدي المهني.