"سبوتيفاي" ترفع أسعار الاشتراك في الشرق الأوسط
أعلنت منصة "سبوتيفاي"، إحدى أبرز شركات بث الموسيقى عالميًا، عن زيادة مرتقبة في أسعار اشتراك خدمتها "بريميوم" في عدد كبير من الأسواق الدولية، تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا، وأوروبا، ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
وتشير هذه الخطوة إلى توجه أوسع من الشركة نحو تعديل استراتيجيتها التسعيرية عالميًا في ظل تحديات مالية تواجهها مؤخرًا.
وأوضحت “سبوتيفاي” أنها ستبدأ خلال الشهر المقبل في إرسال رسائل بريد إلكتروني إلى عملائها في الدول المتأثرة لشرح تفاصيل الأسعار الجديدة، دون تحديد دقيق لكل دولة، غير أن الشركة نشرت نموذجًا لبريد إلكتروني يُظهر زيادة سعرية شهرية تقارب يورو واحد، حيث ارتفع الاشتراك من 10.99 يورو إلى 11.99 يورو في إحدى الدول الأوروبية، وهو ما يعادل تقريبًا 13.90 دولارًا أمريكيًا، أما في الولايات المتحدة، فما زال الاشتراك الشهري عند 12 دولارًا دون تغيير حتى الآن.
تأتي هذه الزيادة بعد إعلان الشركة عن نتائج مالية مخيبة للآمال خلال الربع الأخير من العام، حيث لم تحقق الإيرادات المتوقعة، ما أدى إلى تراجع سهم الشركة بنحو 11% في البورصة. وعبر الرئيس التنفيذي، دانيال إيك، عن استيائه من الأداء الحالي، مؤكدًا أن “سبوتيفاي” بحاجة لإجراء تغييرات جذرية من أجل الحفاظ على استقرارها المالي وتعزيز نموها.
اللافت أن بعض الدول مثل إسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال شهدت بالفعل تطبيق الأسعار الجديدة مؤخرًا، بحسب ما كشفه موقع “The Verge” من خلال أرشيف الإنترنت، ما يُرجح بدء تفعيل الخطة تدريجيًا في دول أخرى خلال الأسابيع المقبلة.
وتزامنًا مع هذه التطورات، تتوسع “سبوتيفاي” في أنشطة غير تقليدية بعيدًا عن خدمات بث الموسيقى، حيث استثمرت مؤخرًا نحو 694 مليون دولار في شركة دفاعية ناشئة تدعى Helsing.
هذا التوجه أثار تساؤلات بشأن تركيز الشركة على مجالها الأساسي، ودفع البعض للتكهن بأن “سبوتيفاي” تبحث عن مصادر دخل جديدة لسد الفجوة بين الإيرادات والتكاليف.
الزيادة في الأسعار قد تؤثر بشكل ملحوظ على توجهات المستخدمين، خصوصًا في الأسواق الناشئة مثل منطقة الشرق الأوسط، التي تعاني بالفعل من فروق القوة الشرائية وتعدد الخيارات المتاحة من المنافسين مثل “Apple Music” و"YouTube Music"، والتي تقدم خططًا تسعيرية متنوعة ومحتوى منافس.
في ظل هذه التغييرات، يبقى السؤال المطروح هو: هل سيتمكن المستخدمون من تقبل الزيادة الجديدة، أم ستدفعهم هذه الخطوة إلى مراجعة اشتراكاتهم؟ الإجابة ستظهر قريبًا مع بداية تطبيق الأسعار الجديدة، وردود الفعل التي قد تحدد مستقبل “سبوتيفاي” في العديد من الأسواق حول العالم.