صفاء أبو السعود تحتفى بالقومى للمسرحش «مسرحنا حياة» .. وتكريم خاص لروح الناقدين أحمد هاشم ويوسف مسلم

تغني الفنانة صفاء أبو السعود أغنية «مسرحنا حياة» كتحية للمسرح المصري واحتفاء بعراقته وأثره في تشكيل الوعى ضمن فاعليات المهرجان القومى للمسرح المصرى, والمقرر عرضها غداً فى حفل الختام .
واحتفل المهرجان ضمن فعاليات دورته الثامنة عشرة بروح الناقدين الراحلين أحمد هاشم ويوسف مسلم, عرفاناً بإسهاماتهما النقدية الكبيرة فى إثراء الحركة المسرحية فى مصر.
أقيمت الندوة بحضور الفنان محمد رياض رئيس المهرجان, والناقدة صفاء البيلى التى أدارت اللقاء, وبمشاركة الدكتور أحمد عامر, والناقد محسن الميرغنى, وبحضور أسرتى الناقدين وعدد من المسرحيين والنقاد والجمهور, فى أمسية اتسمت بالمحبة والوفاء.
افتتحت الناقدة والكاتبة صفاء البيلى الندوة بدعوة الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح الناقدين الراحلين, مؤكدة أن أحمد هاشم كان سندباد النقد المسرحى, طاف أقاليم مصر كلها لنقل نبض الحركة المسرحية, أما يوسف مسلم, فرغم صغر سنه, كان متعدد المواهب, جمع بين الشعر والتمثيل والكتابة والنقد, وكان له دور بارز فى الحراك المسرحى».
فى لفتة إنسانية, قال الفنان محمد رياض, رئيس المهرجان خلال كلمته: خالص العزاء لأسر الراحلين, وإن كانوا قد رحلوا بأجسادهم, فهم لا يزالون أحياء بيننا بإبداعاتهم وكتاباتهم التى أثرت المشهد المسرحى, وتركوا أثراً سيظل باقياً فى قلوبنا وفى الذاكرة المسرحية».
تحدثت صفاء البيلى عن تفاصيل معرفتها بالراحلين, وقالت عن أحمد هاشم إنه كان «عاشقاً للثقافة الجماهيرية, محباً للفنانين فى الأقاليم, وكان يرى دائماً طاقات كامنة تستحق الدعم والتقدير».
أما عن يوسف مسلم, فقالت: عندما طُلبت منى الكتابة عنه, عنونت مقالى ب الزيف, وليس من ذاته. شاعراً وناقداً وممثلاً وكاتباً مسرحياً, كتب عن نفسه وتنبأ برحيله المبكر».
شارك الدكتور أحمد عامر بشهادة مؤثرة عن علاقته بالناقد أحمد هاشم, قائلاً: تعرفت على أحمد هاشم فى صعيد مصر أثناء لجان التحكيم, وتعلمت منه الكثير, كان إنساناً هادئاً, منهجياً, عميقاً, لا يتحدث كثيراً, لكنه حين يتحدث يصيب جوهر المعنى. كان وفياً لأساتذته وعلى رأسهم د. حسن عطية, وكان عطوفاً على الشباب دون تعالٍ, يزن كلماته بدقة ويمنحك من علمه دون تحفظ».
أما الناقد محسن الميرغنى, فقد تحدث عن يوسف مسلم قائلاً: لم يكن يوسف مسلم غاضباً من ذاته, بل من زيف الواقع الذى اضطر لمجاراته. دخل معهد الفنون المسرحية ليفهم ويواجه. كان يعمل ويكتب بلا انقطاع, لأن الكتابة كانت وسيلته للبقاء. أعماله تعكس هذا الغضب النبيل. استخدم السخرية والكاريكاتير والإضحاك كأدوات فنية تجريبية تعكس رؤيته للواقع المأساوى».
وأضاف: نصوصه تعيد إنتاج لحنه الإنسانى والإبداعى, وتكشف عن حس مرهف ونظرة واعية للواقع. يوسف مسلم كان موهوباً, جاداً, يكتب من عمق معاناته, ومن إيمانه بالفن كرسالة».
فى نهاية الندوة, وجهت أرملة الناقد أحمد هاشم كلمة مؤثرة, قالت فيها: أحمد هاشم طاف كل مصر من الإسكندرية إلى أسوان, حاملاً حلمه الثقافى رغم مشقة السفر. كان يؤمن بشباب المسرح فى الأقاليم, يرى فيهم مواهب حقيقية قد تتفوق على من هم فى الصدارة, إذا أُتيحت لهم الفرصة فقط».