رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تطوير تقنية ضوء خفي لكشف الفيديوهات المزيفة

بوابة الوفد الإلكترونية

 في ظل التوسع المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وتزايد استخدام أدوات التزييف العميق، كشف فريق من علماء الحاسوب في جامعة كورنيل الأمريكية عن تقنية مبتكرة قد تُحدث فارقًا كبيرًا في مواجهة هذا النوع من التلاعب البصري. 

 التقنية الجديدة، التي تحمل اسم "الإضاءة المُرمّزة بالضوضاء" (Light Encoding with Noise) تعتمد على تضمين علامات مائية غير مرئية داخل مصادر الإضاءة أثناء التصوير، مما يُتيح لاحقًا التحقق من صحة الفيديو وكشف أي تعديل طرأ عليه.

 تم نشر تفاصيل الابتكار في العدد الصادر بتاريخ 27 يونيو من مجلة ACM Transactions on Graphics، ومن المقرر تقديمه رسميًا في مؤتمر SIGGRAPH 2025، أحد أبرز المؤتمرات العالمية في مجال الرسوميات وعلوم الحاسوب، وذلك في 10 أغسطس. 

 المشروع قاده باحثو كورنيل: بيتر مايكل، زيكون هاو، سيرج بيلونجي، والأستاذ المساعد آبي ديفيس، الذين أشاروا إلى أن التقنية تهدف إلى تقديم طبقة جديدة من الحماية البصرية ضد التلاعب الرقمي المتزايد.

 تعتمد الفكرة الأساسية على إدخال وميض ضوئي شبه عشوائي في مصادر الإضاءة المستخدمة أثناء تصوير الفيديوهات – مثل الأضواء في استوديوهات الأخبار أو المصابيح في غرف الاجتماعات. لا يمكن ملاحظة هذا الوميض بالعين المجردة، لكنه يُسجَّل بواسطة الكاميرات ويُشفّر في كل إطار. وبما أن لكل مصدر ضوء رمزًا فريدًا خاصًا به، يُمكن استخدام هذه الرموز لاحقًا كمرجع للتحقق من صحة الفيديو.

 لتبسيط الأمر، تخيل مؤتمرًا صحفيًا يجري في البيت الأبيض. تُبرمج أضواء القاعة على إرسال ومضات غير مرئية تحتوي على رموز مُشفّرة، تُسجّلها الكاميرا أثناء التصوير. إذا ظهر لاحقًا مقطع فيديو مزعوم من هذا المؤتمر يحتوي على تصريحات مُحرّضة أو محرّفة، يمكن للمحققين التقنيين تحليل الفيديو، والتحقق من أنماط الضوء المُسجّلة ومقارنتها بالرموز الأصلية، ما يُتيح لهم كشف ما إذا كان الفيديو قد تم التلاعب به أو لا.

 يُوضح الأستاذ آبي ديفيس أن كل علامة مائية داخل الفيديو تحمل فعليًا نسخة "منخفضة الدقة" من المشهد الأصلي تحت نمط ضوء مختلف، ويُطلق عليها اسم "فيديوهات الكود".

 وعندما يُجري شخص ما تزييفًا للفيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإن التناقض بين المشهد المزيّف ومحتوى "فيديو الكود" يصبح واضحًا تقنيًا، ما يُسهّل اكتشاف المناطق التي تعرّضت للتعديل.

 التقنية الجديدة لا تمنع التزييف فحسب، بل تُتيح للمؤسسات الإعلامية، والجهات القضائية، وفرق التحقق من الحقائق إمكانية فحص الفيديوهات بدقة عالية لتحديد مدى مصداقيتها. كما يُمكن استخدامها في الأماكن الحساسة مثل المؤتمرات الحكومية، أو نشرات الأخبار، أو حتى تطبيقات الأمن الرقمي لضمان أن المحتوى المرئي لم يتعرض لأي تعديل لاحق.

 في ظل الانتشار السريع للفيديوهات المُعدّلة والمحتوى المُزيّف الذي يصعب تمييزه بالعين المجردة، تُعد تقنية "الإضاءة المُرمّزة بالضوضاء" خطوة واعدة نحو استعادة الثقة في المشاهد المصورة، وتمثل إضافة حقيقية إلى أدوات التحقق من صحة المحتوى في العصر الرقمي.