رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

وضع الذكاء الاصطناعي في بحث جوجل يصل إلى المملكة المتحدة

بوابة الوفد الإلكترونية

في تحرك جديد لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي في خدماتها، أعلنت شركة جوجل عن طرح "وضع الذكاء الاصطناعي" لمستخدمي محرك البحث في المملكة المتحدة، بعد أشهر من إطلاقه للمرة الأولى في الولايات المتحدة. 

وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود جوجل المستمرة في تعزيز تجربة البحث عبر أدوات تفاعلية مدعومة بأحدث تقنياتها اللغوية، وعلى رأسها نموذج Gemini 2.5.

بينما كانت نظرة جوجل العامة للذكاء الاصطناعي متوفرة في المملكة المتحدة منذ صيف 2024، إلا أن الوضع الجديد يُقدم للمستخدمين تجربة أكثر تفاعلية، حيث يقلل من عدد الروابط التقليدية المعروضة، ويُركّز على تقديم إجابات مُفصلة وشاملة مباشرة داخل صفحة البحث. 

تهدف جوجل من خلال هذه الميزة إلى جعل عملية البحث أكثر مرونة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأسئلة المعقدة متعددة الجوانب أو الاستفسارات التي تتطلب مقارنات وتخطيطًا، مثل اختيار وجهة سفر أو مقارنة بين هواتف ذكية.

يُفعّل المستخدمون وضع الذكاء الاصطناعي عبر نقرة واحدة على الزر المخصص داخل محرك البحث، ثم يُمكنهم إدخال استفساراتهم نصيًا أو صوتيًا أو حتى عبر الصور. وفي الخلفية، يستخدم هذا الوضع تقنيات متقدمة تُعرف بـ"توزيع الاستعلامات"، حيث يُجري عمليات بحث متعددة متزامنة عبر مصادر بيانات ومواضيع فرعية مختلفة، ثم يُجمع النتائج في إجابة موحدة.

لكن رغم وعود جوجل بتجربة بحث أكثر ذكاء وسهولة، إلا أن هناك مخاوف حقيقية بدأت تطفو على السطح. فبحسب تقارير بحثية حديثة من مركز Pew للأبحاث، أظهرت البيانات أن المستخدمين الذين يحصلون على إجابات من الذكاء الاصطناعي ينقرون على الروابط التقليدية بنسبة أقل بنسبة 50% تقريبًا مقارنةً بالباحثين الذين يستخدمون نتائج البحث العادية فقط. حيث انخفض معدل النقر من 15% إلى 8%، بينما لم ينقر سوى 1% فقط من المستخدمين على الروابط المضمنة داخل ملخص الذكاء الاصطناعي نفسه.

هذا التراجع في التفاعل يُثير قلقًا متزايدًا لدى أصحاب المواقع والمحتوى الإلكتروني، إذ يُمكن أن يُؤدي إلى انخفاض حاد في حركة المرور القادمة من محرك البحث، وهو ما قد يُؤثر بشكل مباشر على عائدات الإعلانات وترتيب المواقع في نتائج البحث.

من جانبها، تُقرّ جوجل بأن "الهلوسات" أو إنتاج معلومات غير دقيقة ما زالت مشكلة قائمة في النظام، وتؤكد أنها تواصل تحسين النماذج وتقنيات المراجعة والتدقيق. ومع ذلك، تبقى هذه الهفوات مصدر قلق كبير، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعلومات طبية أو قانونية أو مالية حساسة.

ومع توسّع جوجل في نشر هذا الوضع في بلدان أخرى خلال الفترة المقبلة، ستظل الأسئلة مفتوحة حول مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على تقديم محتوى موثوق دون التأثير سلبًا على منظومة الإنترنت التي تعتمد في جوهرها على التفاعل بين الباحثين والمواقع الإلكترونية.

في النهاية، قد يكون "وضع الذكاء الاصطناعي" هو مستقبل البحث، لكنه يأتي محمّلاً بتحديات تتطلب توازناً دقيقًا بين الراحة والموثوقية، وبين الابتكار وحماية اقتصاد المحتوى الرقمي.