دراسة صادمة : نصف غذائنا اليومي يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة

سرطان الرئة .. في أحدث تحذير صحي مدعوم بالبيانات، ربطت دراسة موسعة جديدة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة، أكثر أنواع السرطان شيوعًا عالميًا.
ويؤكد الباحثون أن هذه الفئة من الأطعمة، التي باتت تشكّل أكثر من نصف النظام الغذائي اليومي في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، ليست مجرد خيار غير صحي، بل خطر قد يكون قاتلًا.
نظام غذائي مليء بالمضافات... والنتائج مقلقة
تعتمد الأطعمة فائقة المعالجة، مثل الوجبات الجاهزة، المشروبات الغازية، الحلويات الصناعية، والوجبات السريعة، على تركيبات صناعية معقدة تتضمن مواد حافظة، ومحسنات نكهة، وسكريات مضافة، ومكونات اصطناعية لا توجد عادة في مطبخ المنزل.
ووفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Thorax المتخصصة في أمراض الجهاز التنفسي، ارتبطت هذه الأطعمة بزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 41%.
منتجات الألبان "قليلة الدسم" تحت الميكروسكوب
وسلّطت الدراسة، التي شملت أكثر من 100 ألف شخص تتراوح أعمارهم بين 55 و74 عامًا، الضوء على روابط مفاجئة بين استهلاك منتجات ألبان قليلة الدسم، مثل الزبادي والجبن الكريمي، وبعض السرطانات، في مقدمتها سرطان الرئة.
وخلال فترة متابعة امتدت 12 عامًا، سُجّلت 1706 حالة إصابة بسرطان الرئة، من بينها أكثر من 1400 حالة من النوع غير صغير الخلايا.
لا دخان بلا نار... إلا حين يكون من الطعام
رغم أن الباحثين أكدوا أن نتائجهم قائمة على الرصد والملاحظة فقط، أي أنها لا تُثبت العلاقة السببية بشكل قاطع، إلا أنهم أشاروا إلى وجود مؤشرات قوية على تأثير تركيبة هذه الأطعمة في تعزيز الالتهاب وإنتاج مركبات سامة مثل مادة الأكرولين، التي توجد أيضًا في دخان السجائر.
لم يقتصر التحذير على محتوى الطعام فقط، بل امتد ليشمل المواد المستخدمة في التعبئة والتغليف، وبعض طرق الطهي مثل القلي والشوي، التي تنتج مركبات خطرة.
كما نوّه الخبراء إلى أن سهولة الوصول لتلك المنتجات، وتسويقها المكثف، جعلها جزءًا لا يتجزأ من "بيئة غذائية سامة" يتفاعل معها الناس بشكل يومي.
العودة إلى الأصل.. طهي بسيط وتوازن ضروري
قال روب هوبسون، خبير التغذية ومؤلف كتاب Unprocess Your Family Life، إن الحل لا يكمن في اجتناب الأطعمة فائقة المعالجة بالكامل، بل في اتخاذ خطوات واعية نحو تقليلها.
ويدعو هوبسون إلى تحضير المزيد من الوجبات من مكونات طبيعية، وزيادة الأطعمة الكاملة مثل الخضروات، الفاصوليا، والحبوب، لتحقيق توازن داعم للصحة.
و لا تطلق الدراسة حكمًا نهائيًا، لكنها تضيف لبنة جديدة في جدار التحذير المتنامي من نمط غذائي بات هو السائد في الكثير من البيوت.
ويمكن التحرك نحو نظام غذائي أكثر طبيعية وبساطة خطوة حاسمة ليس فقط للوقاية من السرطان، بل للحفاظ على الصحة العقلية، وتقليل مخاطر أمراض القلب والسمنة والسكري.