«شواطئ الغلابة» بإدكو ورشيد.. ملاذ للمواطنين البسطاء من لهيب الصيف وارتفاع الأسعار

مع ارتفاع درجات الحرارة، وبداية موسم الإجازات الصيفية، تحوَّلت شواطئ محافظة البحيرة، خاصة مصيف إدكو ومصيف رشيد وشاطئ المعدية، إلى ملاذ شعبي للمئات من المواطنين الباحثين عن نسمات البحر وراحة البال، في وجه صيفٍ ساخن وغلاء لا يرحم.
ففي عطلات نهاية الأسبوع وأيام الصيف الطويلة، تتزين هذه الشواطئ بألوان المظلات والكراسي البلاستيكية التي تفترش الرمال الذهبية، وسط توافد الأهالي من مراكز البحيرة كافة، بل ومن المحافظات المجاورة، للاستمتاع بمياه البحر الأبيض المتوسط، في أجواء أسرية تملؤها البساطة والبهجة.
شاطئ المعدية مصيف الغلابة
يشهد شاطئ المعدية بإدكو إقبالا كثيفا مع كل موجة حرارة، ليصبح "مصيف الغلابة" بحق، حيث لا تذاكر دخول ولا تكاليف باهظة، بل بحر مفتوح يرحّب بالجميع.
منذ الصباح، تصل العائلات محمّلة بالمظلات البسيطة والكراسي، يتشاركون الطعام والضحكات، غير آبهين بما ينقص المكان من خدمات أو تحذيرات رسمية من مخاطر الغرق.
يصفه البعض بأنه "المتنفس المجاني للفقراء"، و"البحر اللي ببلاش"، حيث يجد المواطن البسيط فرصة للهروب من حرارة الطقس دون أن يرهقه الغلاء.
مصيف إدكو ...هدوء العائلات وسحر الغروب
أما مصيف إدكو، فيتميّز بهدوئه وطبيعته البسيطة التي تجذب العائلات الباحثة عن الأمان والراحة.
يمتد الشاطئ بمساحات واسعة تتيح للأطفال اللعب بأريحية، بينما يجلس الكبار تحت المظلات أو يسيرون على الشاطئ وقت الغروب في مشهد رومانسي مفعم بالسكينة.
تقول أم محمود.لـ"الوفد"، وهي تجلس على الرمال تراقب أطفالها يلعبون:"مفيش غير إدكو والمعدية قدامنا.. البحر ببلاش والعيال بتتبسط وبتنسى الحر والغلا."
وسط أزمات الأسعار، تظل إدكو خيارا شعبيا آمنا ومريحا للأسر التي تبحث عن متعة صيفية دون أعباء مالية.
مصيف رشيد.. متعة البحر وعبق التاريخ
على بعد كيلومترات، يقدم مصيف رشيد تجربة مختلفة تمزج بين متعة البحر وعبق التاريخ، فزوار الشاطئ لا يكتفون بالسباحة والاستجمام، بل يتجولون في أرجاء المدينة، يزورون قلعة قايتباي القديمة، ويتأملون روعة العمارة الإسلامية في منازل رشيد التاريخية ذات الطراز الفريد.
فمدينة رشيد وجهة ترضي العائلة كاملة؛ بحر للأبناء، وتاريخ للأب، وتأملات للأم، وتفاصيل لا تُنسى لكل زائر.
أكد عدد من رواد المصيفين لـ"الوفد"، أن شواطئ إدكو ورشيد هذا العام تشهد تحسنا ملحوظا في مستوى الخدمات، من حيث النظافة وتوافر أماكن انتظار السيارات، والاهتمام بأعمال التجميل والتشجير.
كما أشادوا بوجود فرق الإنقاذ التي تتابع حالات السباحين، ومنافذ البيع التي تقدم المشروبات والمأكولات بأسعار في متناول الجميع.
فرحة البسطاء وسحر البحر
ومع صوت الأمواج، وضحكات الأطفال، وهدير البحر الممتد، تتحول شواطئ إدكو ورشيد إلى براح شعبي مفتوح للأمل.
فرحة حقيقية لا تحتاج كثيرا
مشاهد البهجة العفوية، والجلسات العائلية، وصيحات الفرح، تروي حكاية صيف لا يحتاج إلى تكييف أو تذكرة دخول، بل فقط إلى شط رملي وبحر لا يطلب شيئا سوى أن نحبه.
والجميل في هذه الشواطئ، أن الفرحة فيها لا تُشترى، لا تحتاج لميزانية، بل فقط لنية خالصة لقضاء يوم صيفي على سجادة من الرمل، وسقف من السماء.
وفي نهاية النهار، حين تغرب الشمس خلف البحر، وتبدأ العائلات في لملمة أشيائها استعدادًا للعودة، يبقى صوت البحر ودفء الرمال محفوظًا في القلب، لحين لقاء قريب، وهكذا هم البسطاء.. يصنعون من القليل سعادة، ومن البحر الكبير مأوىً للفرح.












