ورشة فنية لأطفال منتدى الطفل بتل بسطا لتعزيز الإبداع وربطهم بالتراث
في إطار خطة محافظة الشرقية لدعم حقوق الطفل وتنمية مواهبه، نظمت وحدة حماية الطفل بالمحافظة ورشة فنية لأطفال منتدى الطفل، تحت رعاية المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية، وبإشراف اللجنة المحلية الدائمة لمنتدى الطفل برئاسة المهندسة لبنى عبد العزيز نائبة المحافظ.
وتأتي هذه الفعاليات ضمن برنامجَي "إبداعنا يجمعنا" و"تراثك ميراثك.. مصر تتحدث عن نفسها"، في خطوة تهدف إلى تنمية القدرات الثقافية والإبداعية للأطفال وإعداد جيل واعٍ قادر على قيادة المستقبل.
وأكدت هبة حمد رئيس وحدة حماية الطفل أن هذه الورشة الفنية التي أقيمت بمنطقة آثار تل بسطا تمثل امتدادًا لجهود المحافظة في تمكين الأطفال وتعزيز مشاركتهم المجتمعية، ودمجهم في الأنشطة الثقافية والفنية بما يرسخ لديهم قيم الانتماء للهوية المصرية والتراث الوطني.
وأوضحت أن اختيار موقع تل بسطا يعكس حرص المحافظة على ربط الأطفال بتاريخهم وحضارتهم العريقة عبر أنشطة تجمع بين المتعة والتعلم.
وأضافت أن الورشة جاءت تحت إشراف فرع ثقافة الشرقية التابع لإقليم شرق الدلتا الثقافي برئاسة الشاعر أحمد سامي خاطر، وبمتابعة وفاء لبيب مدير مكتب مدير عام الفرع، حيث تضمنت الورشة برنامجًا متكاملاً في فنون الطبيعة الصامتة قدّمه الفنان التشكيلي الدكتور مصطفى غنيم.
وخلال المستوى الأول للورشة، قدّم الدكتور غنيم للأطفال شرحًا مبسطًا لأنواع الألوان المختلفة واستخداماتها، موضحًا الفروق بين الألوان الزيتية والأكريليك المائية والأكوريل، بالإضافة إلى تقنيات السوفت باستيل. كما ركز على كيفية تحويل مفردات الطبيعة الصامتة إلى أشكال هندسية، مع دراسة الظل والنور والنسبة الذهبية في التكوين الفني.
وتضمنت الورشة تطبيقات عملية شملت تجهيز مجسمات للطبيعة الصامتة أمام الأطفال، وشرح خطوات تصميم اللوحة بداية من التخطيط على سطحها وحتى اختيار الألوان الأساسية واستنتاج الدرجات اللونية المختلفة.
وأتاح البرنامج للأطفال فرصة الممارسة العملية والتفاعل المباشر مع أدوات الرسم والتلوين، بما ساعدهم على تطوير مهاراتهم الفنية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
ولم يقتصر النشاط على الجانب الفني فقط، بل تضمن أيضًا زيارة ميدانية لمتحف تل بسطا ومؤسسة الفن والحياة التي أسسها الدكتور مصطفى غنيم، حيث تعرف الأطفال عن قرب على تاريخ المنطقة الأثرية وما تحويه من مقتنيات وقيم حضارية. وتهدف هذه الزيارات إلى ترسيخ الثقافة البصرية وربط الطفل بالتراث المصري الأصيل، ضمن خطة شاملة تعزز دور الفنون والثقافة في بناء شخصية الطفل وتنمية وعيه الوطني.
وأكدت وحدة حماية الطفل أن تنظيم هذه الأنشطة يأتي تنفيذًا لاستراتيجية المحافظة في الاهتمام بالطفولة كأحد محاور التنمية المستدامة، مشيرة إلى أن هذه البرامج المتنوعة تفتح آفاقًا جديدة أمام الأطفال لاكتشاف مواهبهم وصقل مهاراتهم الفنية والثقافية، وتعزز قدرتهم على المشاركة الإيجابية في المجتمع.
واختتمت الفعالية بأجواء من البهجة والتفاعل بين الأطفال والمشرفين، مع التأكيد على استمرار تنفيذ ورش مماثلة خلال الفترة المقبلة، بما يضمن الوصول إلى أكبر عدد من الأطفال في مختلف مراكز ومدن المحافظة، وتحقيق الهدف المنشود في إعداد جيل مثقف ومبدع مرتبط بجذوره الحضارية.