رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

الزراعة.. العمود الفقري للأمن الغذائي في مواجهة التحديات العالمية

بوابة الوفد الإلكترونية

في ظل ما يشهده العالم من أزمات متتالية، من تغيرات مناخية وتقلبات اقتصادية إلى صراعات إقليمية تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، بات تحقيق الأمن الغذائي أولوية وطنية، لا تقل أهمية عن الأمن القومي، و تبرز الزراعة كركيزة أساسية في تأمين الغذاء واستدامة الموارد، وحماية المجتمعات من تقلبات الأسواق العالمية.

 الزراعة والأمن الغذائي.. علاقة استراتيجية

الأمن الغذائي يُعرّف بأنه قدرة الدولة على توفير الغذاء الكافي والمغذي لجميع المواطنين بأسعار مناسبة في كل الأوقات. ولتحقيق ذلك، لا بد من نظام زراعي قوي قادر على:

الإنتاج المحلي المستدام

التنوع في المحاصيل الاستراتيجية

الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة

توفير فرص العمل الريفي

في مصر، على سبيل المثال، تمثل الزراعة مصدر رزق مباشر لأكثر من 50% من سكان الريف، وتسهم بما يقارب 15% من الناتج المحلي الإجمالي، كما تلعب دورًا محوريًا في تقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، والتي تستنزف العملة الصعبة وتزيد من المخاطر الاقتصادية.

🌍 تحديات الزراعة في العصر الحديث

رغم أهمية الزراعة، تواجه الأنظمة الزراعية تحديات عدة:

شح المياه وتغير أنماط الأمطار

تآكل الأراضي الزراعية بفعل البناء العشوائي

ارتفاع تكاليف الأسمدة والبذور

الاعتماد الزائد على الاستيراد

ومع كل هذه التحديات، بات من الضروري التحول إلى الزراعة الذكية المعتمدة على البيانات، والري بالتنقيط، والمحاصيل المقاومة للجفاف، والتوسع في الزراعة الرأسية والمائية في المدن.

 خطوات نحو الاكتفاء الذاتي

تبنّت مصر وعدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة برامج تنموية موسعة لدعم القطاع الزراعي، مثل:

التوسع في مشروعات الصوب الزراعية لزيادة الإنتاج في مساحات أقل.

استصلاح أراضٍ جديدة في مناطق الدلتا الجديدة وتوشكى وسيناء.

إطلاق مبادرات لتقليل الفاقد في سلاسل الإمداد وتحسين التخزين والتسويق.

دعم الابتكار الزراعي والتدريب الفني للفلاحين والمهندسين الزراعيين.

 الزراعة كصمام أمان في أوقات الأزمات

أثبتت جائحة "كوفيد-19" ثم الحرب الروسية الأوكرانية أن الدول التي تمتلك قدرة زراعية ذاتية كانت الأكثر صمودًا في وجه نقص السلع الغذائية وتقلب الأسعار،  وقد برزت الزراعة كقطاع حيوي لتوفير السلع الأساسية كالقمح، الأرز، الزيت، والخضروات، مما خفف الضغط على الأسواق.

في عالم يزداد اضطرابًا، تظل الزراعة الوطنية حجر الأساس لتحقيق الأمن الغذائي، وتقليل الاعتماد على الخارج، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، ويكمن مستقبل الزراعة في التكنولوجيا، الترشيد، والتعليم، ليكون الفلاح والمزارع المصري والعربي هو خط الدفاع الأول في معركة الغذاء.