جاء البيان الصادر عن مؤتمر حل الدولتين المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويرك، بداية من يوم الإثنين حتي الأربعاء، برئاسة السعودية وفرنسا، وبمشاركة أكثر من 100 دولة، معبرا في غالبيته عن مطالب المقاومة الفلسطينية، وفي القلب منها حركة حماس..
فطالب البيان بوضوح شديد بضرورة وقف الحرب وانسحاب إسرائيل من غزة، وإدانتها بسبب قتل المدنين وتدمير مقومات الحياه بالقطاع، بجانب إدخال المساعدات بشكل فوري وغير مشروط تحت مظلة الأمم المتحدة..
كما شدد البيان على رفضه لتهجير سكان غزة بكافة الطرق، وضرورة توحيد القطاع مع الضفة الغربية بإعتبارهم جزء من الدولة الفسطينية التي يجب إقامتها خلال 15 شهر من الأن، وفقا لما جاء بالبيان..
كما طالب البيان ايضا بتخلي حماس عن حكم غزة، وتسليم سلاحها للسلطة الفسطينية من منطلق توحيد السلاح الفلسطيني، وفقا لما ذكره البيان..
ومعلوم بالضرورة ان جزئية تسليم حماس لسلاحها هي النقطة الشائكة والأصعب..
اما فيما يتعلق بترك حكم غزة، فقد ذكرت الحركة في أكثر من مناسبة انها منفتحة على هذا الإقتراح..
وعودة لمسألة تخلي حماس عن سلاحها، وهي كما ذكرنا الجزئية الأكثر صعوبة في ملف التسوية التي نادي به المؤتمر، فأرى أن مؤتمر حل الدولتين والبيان الصادر عنه يعد فرصة حقيقية أمام حركة حماس للدفع بالقضية الفسطنية نحو الحل، بعد ان وضعتها الحركة وباقي فصائل المقاومة على الطوالة الدولية عقب هجوم 7 اكتوبر، برغم التداعيات المأساوية والكارثية التي تعرض لها اهل غزة عقب هذه الأحداث، ولكن دائما وأبدا تحرير الأوطان يدفع مقابله أثمان باهظة..
وأري ايضا ان تنتهز حماس البيان، وتعلن موافقتها عليه بإعتباره بيان دولي صادر عن مؤتمر نظمته الأمم المتحدة، وليس بناء على رغبة إسرائيلية أمريكية، خاصة ان البيان طالب بوضوح بتوحيد السلاح، الفسطيني وليس التخلي عنه، وهو إجراء كثيرا مانادى به قطاع كبير من أنصار القضية الفلسطينية، في إطار ضرورة توحيد نضال الشعب الفلسطيني..
اعتقد ان حماس قامت بدورها كحركة مقاومة، والأن القضية الفلسطينية باتت على الطاولة العالمية، وان فرص حلها تحظى بإجماع عالمي غير مسبوق مبني على تعاطف انساني، وان إسرائيل ومن خلفها أمريكا أصبحتا في عزلة دولية شبه كاملة بسبب المجازر التي ترتكب ضد الفلسطينين..
كما أعتقد ايضا ان المرحلة القادمة من عمر القضية الفسطينية تحتاج الى نضال سلمي قائم على إستغلال التعاطف الإنساني للمجتمع الدولي، وليس النضال المسلح، الذي قامت به المقاومة المسلحة في الفترة السابقة، والذي بات غير مقبول حاليا من المجتمع الدولي الداعم لحل الدولتين أكثر من اي وقت مضى، بدليل توجه دول مثل فرنسا وانجلترا والمانيا للإعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو تطور مهم للغاية في عمر القضية..
فهل تكمل حماس دورها في الدفاع عن القضية الفلسطنية بتفويت الفرصة على إسرائيل وأمريكا، اللذان يأخذان من حكم حماس لغزة مايشبه بحصان طروادة لتصفية القضية الفلسطينية، وان تقوم الحركة بإسقاط أخر ورقة توت عنهما أمام العالم، وتعلن إستجابتها لبيان مؤتمر حل الدولتين، بالتخلى عن حكم غزة، وتسليم سلاحها للسلطة الفسطينية؟..
أتمنى ذلك..