خبير علاقات دولية: القاهرة تتحرك بثبات لحماية الفلسطينيين

قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن سرعة التحرك المصري خلال الساعات الماضية لإدخال عشرات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، تعكس الجهد المتواصل والمكثف الذي تبذله الدولة المصرية لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن هذا الحراك يأتي استجابة للحاجة المتزايدة للمساعدات الإنسانية داخل القطاع المحاصر.
الدعم المصري للقضية الفلسطينية ومنع التهجير:
وأضاف “البرديسي”، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة “إكسترا نيوز”، أن هذا الاصطفاف الكبير من الشاحنات يحمل دلالة سياسية بقدر ما هو إنساني، ويؤكد إصرار مصر على دعم الفلسطينيين في مختلف المسارات، سواء عبر إدخال المساعدات، أو في جهود وقف إطلاق النار، أو المفاوضات المتعلقة بتبادل الأسرى، فضلًا عن تبنيها لرؤية استراتيجية لحل جذور الصراع المستمر، والمتمثلة في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح أن الدولة المصرية باتت تمثل الآن القيادة الرئيسية في التحرك الإغاثي والسياسي على مستوى الإقليم، في ظل غياب أية خطوات عملية مؤثرة من قِبَل دول أخرى، لافتًا إلى أن الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين من قِبَل بعض الدول الغربية مؤخرًا، ومنها فرنسا وبريطانيا، جاءت نتيجة مباشرة للجهود الدبلوماسية المصرية.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للقاهرة كانت مفصلية، حيث اطّلع خلالها على الوضع الإنساني الكارثي في غزة، ما ساهم في تغيير الموقف الأوروبي تجاه القضية الفلسطينية، كما بدأت دول الاتحاد الأوروبي تشكّل كتلة ضغط جديدة لإعادة التوازن في مواجهة الانحياز الإسرائيلي، وهو ما ظهر في مواقف دول مثل إسبانيا وإيرلندا وبريطانيا.
وأكد البرديسي أن صمود الشعب الفلسطيني وثبات الموقف المصري كانا السبب الرئيسي في إفشال مخطط التهجير الإسرائيلي، مستشهدًا بتصريحات الرئيس السيسي منذ بداية الحرب، التي شدد فيها على أن “التهجير خط أحمر”، موضحًا أن مصر تحركت استباقيًا لحماية أمنها القومي ومنع تهجير الفلسطينيين، في وقت كان فيه العالم منشغلًا بشعارات براقة تتجاهل الهدف الحقيقي من الحرب.
واختتم خبير العلاقات الدولية تصريحاته بالتأكيد على أن مصر، بفضل سياستها المتوازنة وتاريخها التفاوضي الطويل، هي من وضعت القضية الفلسطينية على مسار سياسي واضح، واستطاعت كسب تعاطف دولي واسع مع الحقوق الفلسطينية، وهو ما تجلى مؤخرًا في استئناف دخول المساعدات عبر معبر رفح المصري.