فوائد لا تعرفها لـ البلغم.. ومتى يجب عليك الشعور بالقلق منه
لا يعد البلغم، أو المخاط، مجرد إفراز مزعج يظهر مع نزلات البرد، بل هو عنصر حيوي في جهاز الدفاع البيولوجي للجسم.
وينتج الجسم البلغم طبيعيًا باستمرار من قبل خلايا متخصصة تبطن الممرات التنفسية والهضمية، ويعمل كطبقة واقية تحمي الأنسجة من الجفاف، وتحتجز مسببات الأمراض كالغبار والبكتيريا والفيروسات.
ويحتوي البلغم على بروتينات مضادة للميكروبات، ما يجعله أحد أذرع المناعة الأولى للجسم.
لماذا يزداد إفراز البلغم عند المرض؟
عند التعرض لعدوى، سواء بكتيرية أو فيروسية، تنشط الخلايا الظهارية لتضخ كميات أكبر من البلغم، استجابةً للالتهاب وتحفيزًا للدفاعات المناعية.
ويعرف هذا التراكم بفرط إفراز المخاط، وغالبًا ما يسبب احتقانًا أنفيًا أو سعالا، خاصة إذا تعطلت الأهداب الدقيقة التي عادة ما تدفع المخاط خارج الجسم.
قوام البلغم.. هل يعني شيئًا؟
يتغير قوام البلغم عند المرض، إذ يُنتج الجسم بروتينات مخاطية أكثر، ما يجعله أكثر لزوجة وكثافة.
وتعيق هذه الكثافة تصريف المخاط وتؤدي إلى الشعور بانسداد الأنف أو التنقيط الأنفي الخلفي الذي يسبب السعال المستمر.
لون البلغم.. رسالة عن المرض؟
يشير اللون الأبيض الكثيف غالبًا إلى بداية العدوى أو استجابة تحسسية، أما الأخضر أو الأصفر فهما دليل على نشاط الخلايا المناعية التي تفرز إنزيمات مضادة للبكتيريا.
أما البلغم البني قد يحتوي على دم، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن جفاف الأغشية أو تهيجها، في حين أن المخاط الأسود يعتبر حالة نادرة تتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا لاحتمال وجود عدوى فطرية أو التعرض لمواد ملوثة خطرة.
هل يعني لون البلغم أنك بحاجة للمضادات الحيوية؟
لا يعد لون البلغم لوحده معيارًا كافيًا لتشخيص نوع العدوى أو تحديد العلاج المناسب، فبعض الحالات تحتاج المضادات الحيوية، خاصة إذا كانت العدوى بكتيرية، بينما أغلب نزلات البرد الفيروسية لا تتطلب علاجًا دوائيًا.
متى يجب القلق؟
إذا ترافق البلغم مع أعراض مثل الحمى، الإرهاق، صعوبة التنفس أو استمر لفترة تتجاوز الأسبوعين، فإن زيارة الطبيب تصبح ضرورية. كذلك، فإن ظهور دم أو تغيّر مفاجئ في لون البلغم دون سبب واضح يُعد مؤشرًا يستحق التقييم الطبي الفوري.
في الحالات الخفيفة، يكفي شرب الكثير من السوائل، واستخدام بخاخات الأنف أو الراحة. والأهم من كل ذلك، هو الانتباه لإشارات الجسم وعدم تجاهلها، لأن البلغم قد يبدو بسيطًا، لكنه في كثير من الأحيان يخبرنا بما يدور داخل أجسادنا أكثر مما نعتقد.