رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

دراسة تحذر: الصباح الباكر أسوأ توقيت لإجراء الامتحانات خلال اليوم

إجراء الامتحانات
إجراء الامتحانات في الصباح الباكر

أظهرت دراسة حديثة من جامعة ميسينا الإيطالية أن توقيت إجراء الامتحانات يكون له تأثير كبير على فرص النجاح، حيث خلص الباحثون إلى أن فترة ما قبل الظهر مباشرة، وتحديدًا عند الساعة الثانية عشرة، هي التوقيت الأمثل لإجراء الامتحانات الشفوية. 

وبينت الدراسة التي شملت أكثر من 100 ألف تقييم لآلاف الطلاب أن نسبة النجاح بلغت ذروتها عند 72% في منتصف النهار، مقارنة بـ54% فقط في الثامنة صباحًا و51% في الرابعة عصرًا.

التحليل العلمي: ما الذي يفسر هذا التفاوت؟

وفقًا للبروفيسور كارميلو ماريو فيكاريو، الذي أشرف على الدراسة، فإن الأداء الأكاديمي لا يتأثر فقط بمدى استعداد الطالب، بل أيضًا بعوامل بيولوجية ونفسية مرتبطة بالوقت من اليوم. 

ويفسر فيكاريو هذه النتائج بأن القدرات الإدراكية تكون في أفضل حالاتها خلال ساعات الصباح المتأخر، بينما تنخفض تدريجيًا مع دخول فترة بعد الظهر نتيجة انخفاض مستويات الطاقة وزيادة إرهاق اتخاذ القرار، سواء لدى الطالب أو الممتحِن.

كيف يمكن أن يؤثر الوقت على نتائج المقابلات والتوظيف؟

لا تقتصر دلالات هذه الدراسة على الأوساط الأكاديمية فقط فنتائجها، كما يشير الباحثون، قد تمتد لتشمل مجالات أخرى مثل مقابلات العمل أو التقييمات المهنية، حيث تخضع قرارات التوظيف أيضًا لتأثير الوقت من اليوم. 

ويُرجح أن يكون أصحاب القرار أكثر إنصافًا في الصباح المتأخر، بينما قد يتأثر حكمهم سلبًا عند الشعور بالإرهاق أو انخفاض المزاج بعد الظهيرة.

تتوافق هذه النتائج مع دراسات سابقة أشارت إلى أن القضاة مثلًا يكونون أكثر ميلًا لاتخاذ قرارات لصالح المتهمين في بداية الجلسات أو بعد فترات الراحة.

 ويُعرف هذا السلوك بـ"إرهاق اتخاذ القرار"، حيث تصبح الأحكام أكثر قسوة كلما طال وقت العمل دون استراحة. وهذا يؤكد أهمية توقيت التقييمات في ضمان العدالة والدقة.

الصراع الزمني بين الأجيال

أحد الجوانب المثيرة في الدراسة كان تسليط الضوء على التفاوت في إيقاعات النوم بين الطلاب والأساتذة. 

وبينما يكون الطلاب في العشرينيات من العمر أكثر نشاطًا في ساعات متأخرة من الليل، فإن أعضاء هيئة التدريس، الذين غالبًا ما يتجاوزون الأربعين، يفضلون الصباح الباكر، مما يُحدث فجوة زمنية تؤثر على تقييم الأداء. هذا التضارب الزمني قد يضع الطالب في أدنى حالاته الذهنية عندما يكون الأستاذ في أوج تركيزه.

نصائح عملية للمؤسسات والأفراد

يقترح الباحثون مجموعة من التوصيات لمواجهة هذا التأثير الزمني، من بينها إعادة النظر في مواعيد الامتحانات لتكون أقرب إلى منتصف النهار، وتشجيع الطلاب على النوم الكافي وأخذ فترات راحة ذهنية منتظمة قبل الامتحانات.

كما يدعون المؤسسات إلى التفكير في إعادة هيكلة جداول التقييم بما يتوافق مع إيقاع الساعة البيولوجية للغالبية.

رغم أن الدراسة لم تحدد سببًا واحدًا لهذا التفاوت في النتائج، إلا أنها تفتح الباب واسعًا أمام إعادة التفكير في جدولة التقييمات التعليمية والمهنية. 

ومن المحتمل أن يكون الوقت، بكل بساطة، عاملاً غير مرئي لكنه حاسم في فرص النجاح، العدالة، وحتى الثقة بالنفس. وختامًا، ربما آن الأوان لإعادة النظر في الفكرة التقليدية بأن "البكور سر النجاح".