المغرب يحتضن أول مقر إقليمي للفيفا في إفريقيا .. خطوة جديدة نحو ريادة كروية قبل مونديال 2030
في خطوة تُجسد المكانة المتصاعدة للمغرب على الساحة الرياضية العالمية، افتتح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أول مكتب إقليمي له في القارة الإفريقية، وذلك في مدينة سلا المغربية، لتُصبح المملكة بذلك رابع دولة في العالم تحتضن مكتبًا إقليميًا للفيفا، بعد كل من باريس، ميامي، وجاكرتا.
وجاء افتتاح المكتب الجديد خلال مراسم رسمية حضرها عدد من الشخصيات الرياضية الرفيعة، في مقدمتهم رئيس "فيفا" جياني إنفانتينو، ورئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم باتريس موتسيبي، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع، إلى جانب نخبة من مسؤولي الرياضة في إفريقيا والعالم.
مقر استراتيجي بجوار مركز محمد السادس
يقع المكتب الجديد بمحاذاة مركز محمد السادس لكرة القدم في سلا، وهي مدينة مجاورة للعاصمة الرباط، ويُعد المركز أحد أبرز مراكز التكوين الرياضي في إفريقيا. ويأتي اختيار هذا الموقع في إطار رؤية استراتيجية لتعزيز دور المغرب كمركز محوري لتطوير كرة القدم الإفريقية، ومتابعة تنفيذ برامج ومشروعات "فيفا" في المنطقة.
وكان قد تم توقيع البروتوكول الخاص بإنشاء المكتب في ديسمبر 2024 بمدينة مراكش، على هامش حفل جوائز "الكاف"، بحضور عدد من كبار المسؤولين من المغرب والاتحادين الدولي والإفريقي، من بينهم رئيسة الحكومة المغربية، مما يعكس الدعم الرسمي الكبير للمشروع.
دعم مباشر للقارة السمراء
يعكس افتتاح المكتب توجّه "فيفا" إلى دعم كرة القدم الإفريقية بشكل مباشر، عبر تقديم المساندة الإدارية والفنية، وتسهيل التنسيق مع الاتحادات الوطنية، وتفعيل البرامج التدريبية والتنموية.
وأكد جياني إنفانتينو في كلمته أن هذا المكتب "ليس مجرد مقر إداري، بل هو منصة استراتيجية تهدف إلى دعم كرة القدم الإفريقية وتعزيز الشراكات"، مشددًا على أن اختيار المغرب جاء نتيجة "استثمارات كبيرة ورؤية واضحة لتطوير اللعبة".
إشادة بدور المغرب القاري والدولي
من جانبه، عبّر فوزي لقجع عن فخره بافتتاح المكتب، معتبرًا ذلك "اعترافًا عالميًا بدور المغرب في خدمة كرة القدم الإفريقية"، وأشار إلى أن هذا الإنجاز هو ثمرة عمل متواصل، وتعاون وثيق بين الجامعة الملكية المغربية والفيفا والكاف.
ويأتي الافتتاح في وقت يشهد فيه المغرب قفزات رياضية واضحة، سواء على مستوى المنتخبات أو البنية التحتية، إلى جانب استعداده لاحتضان نهائيات كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
تطور شامل للبنية الرياضية
أطلق المغرب خلال السنوات الأخيرة عددًا من المشاريع الكبرى في القطاع الرياضي، شملت تحديث الملاعب، وإنشاء مراكز تدريب وتأهيل على أعلى مستوى، وتطوير الهيكلة الإدارية والتنظيمية، وهو ما جعله نموذجًا يحتذى به في إفريقيا.
ويُتوقع أن يسهم وجود مكتب الفيفا في جذب المزيد من الاستثمارات والدعم الفني للبرامج الكروية في القارة، خصوصًا شمال وغرب إفريقيا.
أفريقيا على خارطة الفيفا
يُعد المكتب الإقليمي الجديد رسالة واضحة بأن إفريقيا أصبحت محط اهتمام جاد من الفيفا، وأن المغرب أصبح يمثل بوابة حقيقية لتطوير الكرة الإفريقية. وسيتولى المكتب مهمة الإشراف على البرامج، وتقديم الدعم اللوجستي والفني، وتعزيز التنسيق مع الكاف والاتحادات الوطنية.
وافتتاح أول مكتب إقليمي للفيفا في إفريقيا واختيار المغرب تحديدًا، وتحديدًا مدينة سلا، يعكس ثقة الاتحاد الدولي في الإمكانيات المغربية، ويُكرّس موقع المملكة كقوة رياضية صاعدة في القارة والعالم. ومع اقتراب كأس العالم 2030، يبدو أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو لعب أدوار أكبر على كل المستويات.
