السودان: دماء الأبرياء لا تزال تُسفك وهجوم دموي يستهدف غرب البلاد

أعلنت مجموعة "محامو الطوارئ"، وهي جهة تتابع تطورات الحرب في السودان، اليوم الجمعة، مقتل ما لا يقل عن 30 مدنيًا، من بينهم نساء وأطفال، في هجومًا استمر ليومين نفذته قوات الدعم السريع على إحدى القرى في غرب البلاد.
وأشارت تقارير حقوقية إلى أن الهجوم الأخير على القرية تخلله نهب واسع للممتلكات، وعمليات حرق للمنازل، ما أجبر سكان المنطقة على الفرار، وسط غياب تام لأي حماية أو تدخل من الجهات الدولية، في ظل تفاقم الوضع الإنساني في البلاد.
وتأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة من الانتهاكات المتصاعدة التي تُتهم بها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي تسبب في مقتل وتشريد مئات الآلاف من المدنيين، خاصة في إقليم دارفور ومناطق غرب السودان.
انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي
وأوضحت المنظمة أن الهجمات وقعت الأربعاء والخميس واستهدفت قرية بريما رشيد قرب مدينة النهود في ولاية غرب كردفان، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين في اليوم الأول و27 في اليوم الثاني.
واعتبرت أن ما "ارتكبته القوات من قتل عشوائي واستهداف مباشر للمدنيين يمثل انتهاكًا صارخًا لقواعد القانون الدولي".
ووقعت الاشتباكات أيضا في قرية بريما رشيد قرب مدينة النهود في ولاية غرب كردفان وهي نقطة عبور رئيسية كان يستخدمها الجيش لإرسال تعزيزات إلى غرب البلاد، وفقًا للمنظمة.
وتابعت أن العنف ساد في مدينة النهود خلال الأيام الأخيرة، مع ورود تقارير عن مقتل عشرات المدنيين وتعرض مناطق سكنية للهجوم.
وقالت إن قوات الدعم اقتحمت مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي بمدينة النهود، واصفة الهجوم بـ"انتهاك فادح لحرمة المنشآت الطبية"، هذا ولم يصدر بعد أي تعليق من قوات الدعم السريع.
وتتصاعد حدة الأزمة السودانية التي خلفت تداعيات إنسانية وأمنية على المنطقة لأكثر من عامين، حيث دمّرت الحرب البلاد، وشردت أكثر من عشرة ملايين سودانيًا، ودفعت العديد من أجزاءً البلاد إلى شفا المجاعة، لتسفر عن مقتل عشرات الآلاف، متسببة "بإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية" في العالم، وفق الأمم المتحدة.