الدولار يواصل خسائره والين يتذبذب بعد اتفاق أمريكا واليابان

واجه الدولار صعوبات خلال تعاملات، اليوم الأربعاء، في حين تقلب سعر الين بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق تجاري مع اليابان، مما عزز التفاؤل بشأن إبرام المزيد من الاتفاقيات قبل الموعد النهائي الوشيك لفرض رسوم جمركية.

والعملة الأميركية من العملات التي تكبّدت أكبر خسائر منذ إعلان ترامب فرض رسوم جمركية شاملة على الشركاء التجاريين في الثاني من أبريل، لكنه سرعان ما أرجأ معظم الرسوم فيما سعت إدارته إلى إبرام اتفاقيات تجارية ثنائية.
وصعد الين إلى أعلى مستوى منذ 11 يوليو عند 146.20 للدولار عقب الأنباء عن إبرام اتفاق التجارة، لكنه تكبّد خسائر بعد تقرير يفيد بأن رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا ينوي التنحي عن منصبه الشهر المقبل. وسجل الين في أحدث تعاملات 146.92.
وقال ترامب إن الاتفاق يشمل استثمار اليابان 550 مليار دولار في الولايات المتحدة ورسومًا بنسبة 15% على الصادرات اليابانية إلى أميركا.
وسجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل عملات رئيسية، 97.48 بعد انخفاض استمر ثلاثة أيام، ليحوم بالقرب من أدنى مستوى منذ العاشر من يوليو/تموز. وخسر المؤشر 6.6% منذ إعلان ترامب عن رسوم "يوم التحرير" في الثاني من أبريل.
ومع اقتراب الموعد النهائي في الأول من أغسطس لفرض رسوم استيراد شاملة على الشركاء التجاريين، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت يوم الاثنين إن الإدارة الأميركية مهتمة بجودة الاتفاقيات التجارية أكثر من اهتمامها بالتوقيت.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان من الممكن تمديد الموعد النهائي للدول المنخرطة في محادثات مثمرة مع واشنطن، قال بيسنت إن ترامب سيتخذ هذا القرار.
الرسوم الجمركية على الصعيد العالمي عبئًا كبيرًا
شكّلت حالة عدم اليقين بشأن الوضع النهائي للرسوم الجمركية على الصعيد العالمي عبئًا كبيرًا على سوق الصرف الأجنبي، مما دفع لتداول العملات في نطاق ضيق في معظم الأحيان، حتى مع صعود الأسهم في وول ستريت إلى مستويات مرتفعة جديدة.
وقد تمهد اتفاقية التجارة مع اليابان الطريق لمزيد من الصفقات. وقال ترامب إن مفاوضين من الاتحاد الأوروبي سيصلون إلى واشنطن اليوم الأربعاء.
وعزّزت هذه الأنباء قيمة الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي. وارتفع الدولار الأسترالي 0.19% إلى 0.6568 دولارًا، في حين زاد الدولار النيوزيلندي 0.25% إلى 0.60175 دولارًا. ولم يشهد الجنيه الإسترليني تغيرًا يُذكر مسجلًا 1.3527 دولارًا.
واستقر اليورو عند 1.1737 دولارًا، منخفضًا 0.15% لكنه لا يزال قريبًا من أعلى مستوى في أربع سنوات الذي لامسه في بداية الشهر. وارتفعت العملة الموحدة بأكثر من 13% هذا العام، مع بحث المستثمرين عن بدائل للأصول الأميركية.
ومن المتوقع أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة مستقرة غدًا الخميس بعد ثمانية تخفيضات متتالية، في ظل احتمال فرض رسوم جمركية أميركية أعلى من المتوقع.
ويشعر المستثمرون أيضًا بالقلق حيال استقلال مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي)، نظرًا لانتقادات ترامب المتكررة لرئيسه جيروم باول وحثه على الاستقالة بسبب إحجام البنك المركزي عن خفض أسعار الفائدة.