جلسة رياضية وتوعوية بمركز شباب المهدية لرفع الوعي بقضايا السكان في ههيا
في إطار حرص الدولة على تعزيز الوعي المجتمعي وتوظيف طاقات الشباب في مسارات إيجابية تخدم التنمية المستدامة، نظّمت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الشرقية جلسة تفاعلية ورياضية متميزة تحت عنوان "رفع الوعي بقضايا السكان"، وذلك بمركز شباب المهدية التابع لإدارة شباب ههيا، بمشاركة 30 شابًا وفتاة من أعضاء المركز.
تأتي هذه الفعالية تنفيذًا لتوجيهات المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، الذي أكد على أهمية الاستثمار في طاقات الشباب وتهيئة المناخ المناسب لتوعيتهم وإشراكهم في القضايا المجتمعية التي تمس مستقبلهم، مشيرًا إلى ضرورة استثمار أوقات فراغهم في أنشطة تعليمية ورياضية هادفة تُسهم في بناء وعيهم وتنمية شخصياتهم، بما يعزز من دورهم الإيجابي في المجتمع.
وقال الدكتور محمود عبد العظيم، وكيل وزارة الشباب والرياضة بالشرقية، إن الجلسة نُظمت ضمن أنشطة مبادرة "بداية"، التي أطلقتها الإدارة العامة للشباب بالمديرية بالتعاون مع الإدارة المركزية لتمكين الشباب بوزارة الشباب والرياضة، من خلال برنامج "أندية السكان"، والذي يستهدف نشر الثقافة السكانية والتصدي للمفاهيم الخاطئة المتعلقة بالقضايا السكانية، خاصة في المناطق الريفية والنائية.
وتضمنت الجلسة عرضًا توعويًا موسعًا حول قضية الزيادة السكانية، حيث جرى توضيح انعكاساتها السلبية على معدلات التنمية والموارد الاقتصادية، إلى جانب تأثيرها على قطاعات التعليم، والصحة، وفرص العمل، والإسكان، وغيرها من الخدمات الأساسية، ما يجعلها واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع المصري في الوقت الراهن.
كما تناولت الجلسة قضية زواج الأطفال، باعتبارها أحد المظاهر السلبية المرتبطة بالجهل والفقر والعادات الاجتماعية القديمة، حيث تم توضيح الأبعاد النفسية والاجتماعية والقانونية لهذه الظاهرة، وأسباب انتشارها في بعض المناطق، والجهود التي تبذلها الدولة للحد منها، من خلال التشريعات والتوعية المجتمعية ومبادرات التمكين الاقتصادي للأسرة.
ولم تقتصر الجلسة على الجانب النظري فقط، بل تم تنفيذ أنشطة رياضية وورش عمل تفاعلية لتعزيز التواصل بين المشاركين، وتقديم المعلومات بأساليب غير تقليدية، تسهم في غرس المفاهيم الصحية والاجتماعية بأسلوب مبسط وجاذب.
كما تم تشجيع المشاركين على طرح آرائهم وتجاربهم الشخصية ومناقشة القضايا بحرية ومسؤولية، بما يعزز من قدرتهم على التحليل والمبادرة واتخاذ مواقف إيجابية تجاه القضايا العامة.
وأشار وكيل وزارة الشباب والرياضة إلى أن الوزارة تستهدف من خلال هذه الأنشطة بناء جيل واعٍ بقضايا مجتمعه، ومدرك للتحديات السكانية والتنموية التي تواجه الوطن، وقادر على المشاركة الفعالة في مواجهتها، مؤكدًا أن المديرية ستواصل تنفيذ هذه البرامج في مختلف مراكز الشباب بالمحافظة، مع التركيز على القرى والمناطق الأكثر احتياجًا، لتوسيع قاعدة المستفيدين ونشر ثقافة الوعي المجتمعي بين الشباب والفتيات.
وأوضح أن نجاح هذه الفعاليات يعتمد على التكامل بين الجوانب الرياضية والتثقيفية، بما يسهم في خلق بيئة محفزة وآمنة تُمكّن الشباب من التعبير عن أنفسهم وتطوير مهاراتهم، وتعزز من شعورهم بالانتماء والقدرة على المساهمة في صناعة مستقبلهم.
وفي ختام الجلسة، أعرب المشاركون عن تقديرهم لهذه النوعية من الأنشطة، التي وصفوها بالمفيدة والممتعة، مطالبين بتكرارها في مناطق أخرى وإشراك مزيد من الفئات العمرية، لما لها من أثر إيجابي على وعيهم وتكوينهم الثقافي والمعرفي.