تحذير علمي جديد: الجبن ملوث بآلاف الجزيئات من هذه المادة الدقيقة

الجبن .. كشف بحث علمي جديد عن وجود كميات صادمة من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الجبن، ما أثار تحذيرات من خبراء الصحة والبيئة بشأن تناول هذه المادة الغذائية الأساسية.
وأصبح الجبن، الذي يحظى بشعبية واسعة في مختلف الثقافات، محل جدل بعد أن توصلت دراسة علمية رائدة إلى أن أنواعه المختلفة، خاصة الناضجة منها، "غنية بالبلاستيك الدقيق".
جبن ناضج... بلاستيك أكثر من المياه المعبأة
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كلية دبلن بالتعاون مع جامعة بادوفا الإيطالية، كشفت أن الجبن الناضج يحتوي على ما يصل إلى 1857 جزيئًا بلاستيكيًا لكل كيلوجرام، وهو ما يزيد بنحو 45 ضعفًا عن كمية الجزيئات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في المياه المعبأة.
ومن ناحية أخرى، يحتوي الجبن الطازج على 1280 جزيئًا لكل كيلو، بينما لم يسلم الحليب نفسه من التلوث، إذ وُجد فيه 350 جزيئًا لكل كيلو.
كيف يتسلل البلاستيك إلى الألبان؟
يرى الباحثون أن البلاستيك يدخل إلى منتجات الألبان خلال مراحل متعددة من الإنتاج، بدءًا من العلف الملوث الذي يقدم للحيوانات، مرورًا بعمليات التصنيع، وحتى التغليف.
وعند تصنيع الجبن، يتم فصل مصل اللبن، مما يؤدي إلى تركيز المواد الصلبة، ومنها الجزيئات البلاستيكية.
وتشير البيانات إلى أن أكثر أنواع البوليمرات وجودًا في العينات هي بولي إيثيلين تيريفثالات والتي يرمز إليها بـ PET، والبولي إيثيلين، والبولي بروبيلين.
مصادر التلوث..من المعدات إلى الملابس الواقية
يشير العلماء إلى أن مصادر هذه الجزيئات قد تكون متعددة، تشمل معدات المعالجة، وملابس العاملين في خطوط الإنتاج، والفلاتر الصناعية، بل وحتى الألياف المحمولة جواً في بيئات التصنيع.
كما لوحظ وجود قطع بلاستيكية أكبر حجماً يُعتقد أنها ناتجة عن تآكل مواد التعبئة أو الأجزاء البلاستيكية من الآلات.
رغم أن تأثير الجزيئات البلاستيكية الدقيقة على صحة الإنسان لا يزال قيد البحث، فإن العلماء قلقون من قدرتها على اختراق أغشية الخلايا والدخول إلى مجرى الدم، بما في ذلك حليب الأم.
وأظهرت دراسات على القوارض أن تراكم هذه الجسيمات يمكن أن يسبب تلفًا في الأعضاء الحيوية مثل الكبد والرئتين والأمعاء، كما تشير مؤشرات أولية إلى صلة محتملة بين التعرض للبلاستيك الدقيق وأمراض القلب والسرطان.
في ظل هذه النتائج، دعا الباحثون إلى مراجعة دقيقة لسلسلة إنتاج الألبان، مع ضرورة إجراء دراسات موسعة حول أثر البلاستيك الدقيق على الصحة العامة.