رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

شهادات الخذلان من غزة لـ«الأمة»

بوابة الوفد الإلكترونية

 

ضحايا مذابح الصهيونية فى الشوارع .. وعجز فى المستشفيات ونفاد المقابر

 

 

امرأة مسنة مصابة ونصف الأمعاء خارج جسمها فارغة من الطعام، ولا تنطق غير الشهادتين وكلمة «جعانة جعانة».

شهادة قاتلة للمسعف الفلسطينى علاء خليل محمد الحلبى والذى يهرول تحت أتون الإبادة الصهيونية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الارواح التى تتهاوى على الأرض حرقا وجوعا وعطشا بأقل الامكانيات فى ظل حصار كامل ومنع قوافل المساعدات. 

على جانب آخر، تنهش  التقرحات  المتعفنة ما تبقى من رأس الطفل «مصعب» يخرج منها دود يتلوى على جلود رأسه الهشة، كأن الجوع والمرض قد استوطنا جسده الصغير بلا رحمة كما استوطن الصهاينة الأغراب وطنه. وسط عجز كامل فى المستشفيات ونفاد تام للمقابر على الرغم من دعوة وزارة الأوقاف الفلسطينية عبر حملة «إكرام» إلا أن الوضع كارثى وسط تفشى الاوبئة.

تحول جسد «مصعب» النحيف، المترهل، لورقة يابسة تنحنى تحت وطأة الألم لا قدرة له على تحريك يديه أو قدميه، محاصرا فى صمت موت بطيء لا يسمعه سوى نبض قلب والدته التى تحبس أنفاسها فى انتظار معجزة تنقذه من بين براثن الجوع والمرض.

وفى زاوية الغرفة، تلوح بقايا حياة تختنق، تحاصرها الأوجاع المتراكمة وحصار لا يرحم، حيث لا دواء ولا غذاء، فقط ألم وبؤس ودموع لا تنتهى.

تنقل «الوفد» شهادات  ضحايا الإبادة الصهيونية وعائلاتهم فى مصر والقطاع لأضخم كارثة انسانية فى التاريخ البشري.

الصحفية الفلسطينية سالى ثابت تهرول بكاميرتها  نحو كومة من الشهداء  التى تكدست جثامينهم فوق عربة «كارو» يجرها حمار هزيل بضلوعه المصلوبة. تقول «سالي»: إخواتى راحوا على نقطة زيكيم لتوفير طحين وأنا على رأس عملى وبدأت الإسعافات تنقل الشهداء مت ألف موتة وانا اتفقد   قائمة الشهداء واكشف عنهم وقلبى كاد  يتوقف وانا أشبه على إخوتى وأولادهم والى موتنى اكثر الشباب والأطفال الى زى الورد وهمى مرميين عالأرض شهيد لقمة مغمسة بالذل والإهانة والدم».

أما الصحفى الفلسطينى المصاب محمد إسماعيل دحروج والذى يعالج بمصر   ولا تزال عائلته واطفاله الاربعة فى جحيم الابادة بغزة  فيقول «ذهب اهلى  جوعى. يحملون فى قلوبهم أملًا فى رغيف يسد الرمق، ولم يعلموا أن طريق الطحين مفروش بالموت».

ويضيف «دحروج» فى مشهد تقشعر له الأبدان، «تناثرت أجساد الشهداء على الأرض، بعضهم ممسك بكيس طحين، وآخرون سقطوا وهم يحاولون الهرب من رصاص الغدر. الدماء اختلطت بالطحين، فصار البياض أحمر وكأن الأرض صرخت من وجع الجوع والموت معًا».

يقول بصوت مخنوق: «عيونهم كانت تبحث عن الحياة، لكنهم وجدوا الموت متربصًا فى زاوية الخبز. جاءوا حفاة القلوب، عراة البطون، ليعودوا ملفوفين بأكفان الحصار، لم يحملوا سلاحًا... بل حملوا الجوع على أكتافهم، فكان نصيبهم رصاصات الغدر. هكذا يقتل الأبرياء فى أرض تحاصرها المجاعة، وتُدفن فيها الكرامة مع رغيف لم يُكتَب له أن يُؤكَل».

الصحفى حسام أبو خاطر  يحدثنا من قلب الجحيم الصهيونى بالقطاع  مشيرا الى إخلاء كارثى جديد جنوب غرب دير البلح يشمل المناطق الجنوبية الغربية من القطاع، أى مناطق البحر، مما ينذر بكارثة إنسانية جديدة.

ويضيف «أبوخاطر» الذى فقد عشرات من عائلته ان هذه المناطق مأوى لآلاف النازحين الهاربين من الجحيم فى رفح وخان يونس. مضيفا أن الآلاف من النازحين افترشوا الرمل، ونصبوا الخيام، علّها تجد الأمان قرب الساحل... لكن حتى البحر لم يعد آمناً.

أكدت الفلسطينية فاطمة أحمد عبدالرحيم النازحة لمصر بزوجة شقيقها وطفليها  أنه ومن بداية الحرب والوضع متأزم جدا بلا كهرباء والمياه بصعوبة. 

وتضيف أن أهل رفح بالذات فتحوا بيوتهم للكل لاهالينا بالشمال للنازحين عموما  واشتدت الأزمة ايضا، أهل رفح نزحو على مواصى خان يونس منذ شهر ٥ سنة ٢٠٢٤ وطبعا أهلى نازحون مثل باقى الناس.

وتشير الى انهم بقالهم  سنة وشهرين نازحين فى خيم ودرجة حرارة صعبة جدا عليهم غير قادرين على العيش.

تقول «فاطمة» فى شهادتها لـ«الوفد»: «أمى مريضة روماتايد ومن درجة الحرارة لا تتحمل الطقس ولا الطهى على النار لكن مجبرة وبمساعدة اخواتى لها قدر المستطاع لانه الشباب فى أشغال شاقة ما بين البحث عن ماء للشرب او الاستحمام والبحث عن طحين.  والدى يحتاج عملية فى القلب، أمى تحتاج عمليتين فى العيون والظهر وأخى مصاب فى عينة ويحتاج زراعة قرنية ومعاه تحويلة طبية وينتظر اسمه للسفر»، وتشير فاطمة الى ان هذا  بالنسبة للعلاج لعائلة واحدة وسط ٢ مليون اسرة فى غزة. أما بالنسبة للمواد الغذائية من نصف شهر رمضان وبعد الهدنة كل شىء شحيح حاليا مش متواجد خالص. 

تختم  فاطمة حديثها بمرارة «اهلى جوعانين بكل كسرة وقهر واسف واستحياء بحكى هيك ما بعد العز والكرم للأسف أهلى ما عندهم طحين اولاد اخى الاطفال بشتهو الأكل. الوضع كارثى جدا جدا غزة تجوع، كرام القوم جوعى  لا حول لا قوة إلا بالله لعن الله التجار واكلين الربا والسارقين ومن زاد الحرب على أهلنا وشارك فى الجريمة».

وأعلن المكتب الإعلامى الحكومى عن أن غزة تتجه نحو كارثة إنسانية غير مسبوقة مع تواصل الإبادة بالقتل والتجويع الجماعى ضد أكثر من 2.4 مليون إنسان بينهم 1.1 مليون طفل فى قطاع غزة.

وقال «الإعلامى الحكومى» فى تصريح صحفى، «نحن على أعتاب مرحلة الموت الجماعى بسبب إغلاق الاحتلال الإسرائيلى لجميع المعابر منذ أكثر من 140 يوماً، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وحليب الأطفال والوقود، وتشديد الحصار بشكل كامل، ونفاد الغذاء والدواء واستمرار سياسة التجويع».

وأضاف «أن العالم يتفرج على ذبح غزة وقتلها بالتجويع والإبادة دون أن يحرك ساكناً».وختم بالقول: «نحن أمام أكبر مجزرة جماعية فى التاريخ الحديث».

ودعا البابا ليو بابا الفاتيكان، إلى وضع حد لوحشية الحرب معبرا عن ألمه العميق إزاء الغارة الإسرائيلية على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة فى غزة. واستشهد 3 أشخاص وأصيب آخرون، منهم كاهن الرعية، فى الهجوم على مجمع كنيسة العائلة المقدسة فى مدينة غزة يوم الخميس الماضى.

وقال البابا: «أناشد المجتمع الدولى مراعاة القانون الإنسانى واحترام الالتزام بحماية المدنيين، ومنع العقاب الجماعى والاستخدام العشوائى للقوة والتهجير القسرى للسكان».