رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

المحكمة العليا تبرئ رئيس سامسونج من تهم الاحتيال والتلاعب بالأسهم

بوابة الوفد الإلكترونية

أغلقت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية واحدة من أطول قضايا الفساد والاحتيال التي واجهتها شركة سامسونج ورئيس مجلس إدارتها، جاي واي لي، بتأييدها لحكم محكمة الاستئناف الذي أسقط جميع التهم الموجهة إليه. 

تعود القضية إلى اندماج مثير للجدل جرى عام 2015 بين شركتين تابعتين لمجموعة سامسونج، وهو الاندماج الذي كان يهدف إلى تعزيز سيطرة لي على الإمبراطورية الصناعية العملاقة.

تضمنت التهم التي واجهها لي في القضية مزاعم بالتلاعب بأسعار الأسهم والاحتيال المحاسبي، حيث اتهمه الادعاء بمحاولة تسهيل عملية الاندماج عبر تحركات مالية غير قانونية لتثبيت مكانته القيادية في المجموعة، لكن محكمة الاستئناف كانت قد رأت، في حكم صدر عام 2024، أن الأدلة التي قدمها الادعاء غير كافية لإثبات تورط لي، وهو ما أكدت عليه المحكمة العليا الآن في حكمها النهائي.

وفي بيان رسمي نقلته وكالة "رويترز"، عبّر فريق الدفاع القانوني عن ارتياحه للحكم، معتبرًا أن القرار يثبت أن الاندماج تم وفقًا للأطر القانونية السليمة، كما أكدوا امتنانهم للمحكمة على ما وصفوه بـ"العدالة المتأنية".

وتُعد هذه القضية من أكثر التحديات القانونية التي واجهت جاي واي لي منذ صعوده لقيادة سامسونج، خصوصًا بعد أن طغت على سمعته ووضعت الشركة تحت مجهر قانوني وإعلامي لأعوام، ففي عام 2017، سبق وأن أُدين لي في قضية منفصلة تتعلق بالرشوة لمسؤولين حكوميين على خلفية نفس الاندماج، وقضى حينها 18 شهرًا من أصل حكم بالسجن لمدة 30 شهرًا، قبل أن يتم الإفراج عنه بشروط.

لاحقًا، نال لي عفوًا رئاسيًا من رئيس كوريا الجنوبية آنذاك، يون سوك يول، الذي عاد إلى دائرة الجدل بنفسه بعدما أُقيل من منصبه هذا العام وأُعيد اعتقاله في واقعة تتعلق بمحاولة مزعومة لفرض الأحكام العرفية خلال عام 2024.

ورغم أن قرار المحكمة العليا لم يكن مفاجئًا للمراقبين، إلا أنه يُعد بمثابة إنهاء لواحدة من أطول الأزمات القانونية التي أحاطت بسامسونج، والتي وصفها أحد المحللين بأنها كانت "تُشكل جانبًا من عدم اليقين القانوني" في المشهد العام للشركة، وبتجاوز هذا الملف، أصبح أمام جاي واي لي الآن فرصة للتركيز الكامل على الملفات الاستراتيجية الأهم، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية والتكنولوجية التي تمر بها الشركة.

وتواجه سامسونج حاليًا تراجعًا ملحوظًا في أرباحها التشغيلية، فقد توقعت الشركة، في تقاريرها للربع الثاني من عام 2025، انخفاضًا بنحو 56% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وهو تراجع يُعزى إلى تباطؤ مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي، التي كانت أحد أعمدة النمو الأساسية خلال الأعوام الأخيرة.

وفي ضوء التغيرات المتسارعة في سوق التكنولوجيا، واحتدام المنافسة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والشرائح الإلكترونية، يُعد تركيز القيادة التنفيذية على التحديات التقنية أمرًا ضروريًا لضمان استمرارية سامسونج كلاعب رئيسي عالمي في هذه القطاعات.

قرار المحكمة اليوم لا ينهي فقط فصلاً قانونيًا معقدًا في مسيرة جاي واي لي، بل يُمثل نقطة تحوّل حاسمة تفتح الباب أمام إعادة هيكلة استراتيجية للشركة وتجاوز إرث القضايا القانونية الذي طغى على سنواتها الأخيرة.