رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

سوريا تتعافى.. وإسرائيل تفشل في اغتنام فرصة "أزمة الدروز"

بوابة الوفد الإلكترونية

 أعلن الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء السورية بعد أحداث عنف دامية راح ضحيتها المئات. 

 وتسببت الفتنة في المحافظة الجنوبية في تفاعلات محلية وإقليمية كان أهمها تدخل إسرائيل السافر لهدفٍ أعلنته تل أبيب يتمثل في حماية الأقلية الدرزية. 

 بدأت الأحداث يوم 13 يوليو الماضي حينما تعرض تاجر خضار درزي للخطف، وسُرعان ما اشتعل فتيل الفتنة، واندلعت نيران الطائفية بين الدروز والبدو 

 وأشارت إحصائيات محلية إلى أن الأحداث أسفرت عن مصرع 718 قتيلاً  80 ألف نازح.

 وشنت إسرائيل ضربات عسكرية في السويداء، وتمادت في عِدوانها حتى وصلت إلى قصف مقر وزارة الدفاع السورية في العاصمة دمشق.

 وأرادت إسرائيل استغلال الحدث بأكبر صورة مُمكنة، وعبّر عن ذلك جدعون ساعر وزير الخارجية الإسرائيلي الذي أكد أن تل أبيب ستُرسل مُساعدات بقيمة 700 ألف دولار للمتضررين من الدروز. 

جدعون ساعر 
جدعون ساعر 

سوريا تنزع فتيل الفتنة القاتلة: 

 حرص الرئيس السوري أحمد الشرع من جانبه على تأكيد دور الدولة في الاستقرار نافيًا الاتهام لهم بالمُساعدة في التنكيل بدروز السويداء.

 ونجحت الدولة في الوصول إلى اتفاقٍ يُنهي الحرب، ووضع الشرع في خطابه اليوم النقاط على الحروف مؤكداً أن الدولة أنقذت السويداء من انفلات أمني خطير. 

 وشدد على أنه لا يجوز مُحاكمة الطائفة الدرزية بأكملها بسبب تصرفات قلة، وأكد على فكرته بالقول :"الاستقواء بالخارج يُضعف سوريا ولا يخدم السوريين".

 ووجه الشرع رسالة شديدة اللهجة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي قائلاً فيها :"سوريا لن تكون ساحة لتجارب مشاريع الانقسام، والتدخل الإسرائيلي دفع الأوضاع لمرحلة تُهدد الاستقرار".

أحمد الشرع 
أحمد الشرع 

رفض درزي للاستغلال الإسرائيلي:

 في المُقابل، رفض الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط تخوين الدروز، وأوضح موقفهم الرافض لأي تدخل إسرائيلي بزعم الحماية.

 وقال جنبلاط في تصريحاتٍ صحفية: "إسرائيل لا تحمي دروز السويداء في سوريا، بل تستخدم بعضاً من ضعاف العقول للقول إنها تحميهم".

 وحذر جنبلاط من التماهي مع الطرح الإسرائيلي قائلاً :"أحد أسباب الحرب الأهلية في لبنان هو أن تل أبيب ادعت أنها تحمي البعض في البلد".

وليد جنبلاط 
وليد جنبلاط 

 وفي هذا السياق، أعلنت الرئاسة الروحية لطائفة الموحدين الدروز، اليوم، أنها تمد يدها للتعامل مع كل إنسان شريف لإنهاء الاشتباكات  ووقف إطلاق النار.

 وشددت الرئاسة الدرزية :"علينا الاحتكام لصوت العقل والحكمة والإنسانية لا للسلاح والفوضى".

 وأضاف بيانها الذي نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا" :"أبناء الطائفة لم يكونوا يوماً دعاة تفرقة أو فتنة وإنما كانوا وعلى مدار التاريخ نبراساً في الإنسانية والتآخي وطالما كان الجبل ملجأ لكل مظلوم وخائف".

خلفية تاريخية ومكاسب سياسية:

 وبالنظر للأحداث التاريخية والتشابكات الجيوسياسية يتبين لنا هدف إسرائيل الشرير من إدعاء حماية الدروز في جنوب سوريا.

 فمن جانب ترغب تل أبيب في إظهار نفسها كحامية للأقليات في مُحيطها، الأمر الذي تراه يُجمل صورتها في العالم في ظِل التشوهات التي صنعتها آلة العِدوان في غزة. 

ومن جانب آخر ترغب تل أبيب في تقوية أواصر العلاقات مع الدروز داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذين ينفردون بكونهم الطائفة العربية اليتيمة التي تخدم في جيش الاحتلال وفقاً لمرسوم الخدمة العسكرية الإلزامية (1956) .

 ويصل عدد الدروز داخل الكيان إلى 150 ألف نسمة وفقاً لتقديرات محلية (1.6 % من إجمالي السكان). 

 ووصل الدروز في إسرائيل إلى مناصب مهمة من بينهم أيوب قرة الذي تولى مسئولية وزارة الاتصالات في وقتٍ من الأوقات، فضلاً عن البرلماني الراحل أمل نصر الدين. 

أيوة قرة 
أيوة قرة 

هدف شرير لدعم الدروز في سوريا:

 وبالتأكيد فإن دعم الدروز في سوريا يهدف إلى تأليب طائفة مهمة (ثالث أكبر طائفة دينية في البلاد بعد السنة والعلويون). 

 وتسعى إسرائيل من هذا التصرف إلى إنهااك سوريا التي لم تتعافى بعد من سنوات الحرب والثورة. 

 جدير بالذكر أن الدرزيون يمثلون 3 % من سكان سوريا أي ما يساوي 700 ألف نسمة تقريبًا. 

 يعيش 50% منهم في محافظة السويداء التي تقترب كثيراً من حدود سوريا مع فلسطين المحتلة.