الشرع: الاستقواء بالخارج لا يخدم مصالح سوريا

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، أن الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء شكلت "منعطفاً خطيراً" في مسار الأوضاع الداخلية.
وأشار الشرع إلى أن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مجموعات مسلحة كادت تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة السورية لضبط الأوضاع وفرض التهدئة.
اقرأ أيضًا.. صحافة أمريكا تُبرز دور مصر في إنهاء مُعاناة غزة
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وفي خطاب له عقب إعلان وقف إطلاق النار، أشار الرئيس الشرع إلى أن الدولة رغم صعوبة المشهد، نجحت في تهدئة الأوضاع، لكن ما زاد من تعقيدها كان التدخل الإسرائيلي المباشر عبر القصف الذي طال جنوب البلاد ومؤسسات حكومية في دمشق، ما استدعى وساطات أمريكية وعربية للدفع نحو تهدئة شاملة.
وأوضح أن خروج الدولة من بعض المناطق فتح الباب أمام مجموعات مسلحة في السويداء لتنفيذ هجمات انتقامية ضد البدو وعائلاتهم، في مشهد رافقته انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
هذا التصعيد، وفق الشرع، أدى إلى تحرك العشائر الأخرى لفك الحصار عن البدو، مؤكدًا أن الدولة لطالما وقفت إلى جانب السويداء بعد تحرير البلاد، إلا أن بعض الأطراف "أساءت للمدينة ولدورها الوطني".
وحذّر الرئيس الشرع من أن الاستقواء بالخارج وتحويل السويداء إلى ورقة في صراعات دولية لا يخدم مصالح السوريين، مؤكدًا أن الدولة السورية وحدها هي القادرة على حفظ السيادة والاستقرار.
وفي السياق نفسه، ثمّن الشرع الدعم الأمريكي المعلن لسوريا في هذه الظروف، مشيدًا أيضًا بمواقف روسيا، الصين، والاتحاد الأوروبي في رفضهم القصف الإسرائيلي المتكرر.
وشدد الرئيس السوري على أنه لا يجوز تحميل الطائفة الدرزية تبعات أفعال قلة قليلة، مشيرًا إلى أن السويداء جزء أصيل من الدولة السورية، وأن الدروز يشكلون ركيزة أساسية في النسيج الوطني.
كما أشار إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن غالبية أبناء السويداء يقفون إلى جانب الدولة ويرفضون مشاريع التقسيم والانفصال، مجددًا التزام الدولة بـحماية جميع الطوائف والأقليات ومحاسبة كل من يرتكب انتهاكات.
واختتم الرئيس الشرع حديثه بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب وحدة وطنية، وتغليب صوت العقل والحكمة، مشددًا على أن سوريا ليست ميدانًا للتقسيم ولا الفوضى، بل دولة موحدة يستمد شعبها قوتها من تماسكه وصلابة مؤسساته.