رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

هذا هو الإسلام

لقد أظهرت جائحة فيرس الكورونا خللاً قيميًا ضرب الضمير الإنساني في مقتل فمع بداية انتشار الجائحة في شهور الأولى من عام 2020 ومع المفاجأة القاسية لضروة الفيروس في أوروبا وجدنا المستشفيات تقدم الرعاية للأعمار الأقل سنا وتترك المسنين معتبرة أن نجاتهم مقارنة بغيرهم من الفئات العمرية أقل، فمات الألوف في دور المُسنين .. وهذا المسلك يتنافى مع قيم الإسلام فالإنسان في الإسلام مكرم طفلاُ كان أو شيخًا مسنًا وتقديم الخدمة الطبية مكمنه بذل العناية لا تحصيل نتيجة .. لذلك وجدنا أنه من واجبنا في إطار التعريف بقيم الإسلام الرفيعة أن نؤكد على أن الإسلام ضرب المثل الأعظم في تشريعه وهديه لحقوق كبار السن والمسنين حيث جعل لهم فقهًا خاصًا يراعي ظروفهم الصحية ومكانتهم الاجتماعية وظروفهم الاقتصادية، ولم يفرق في هذه الحقوق بين مسلم وغير مسلم فها هو عمر يُكرم يهوديًا لا يقوى على دفع حقوق الدولة ويجعل له من بيت مال المسلمين راتبًا شهريًا وأصدر قرارًا يشمل كل من كان على شاكلته، ومسلك عمر هذا هو تطبيق عملي لقوله تعالى:  {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70]، وإقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فعن ابن عباس - رضي الله عنهما-، قال: جاء شيخٌ يريدُ النبي - صلى الله عليه وسلم - فأبطأ القوم عنه أن يوسعوا له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا» [سنن الترمذي]  وفي رواية عن أنس قال صلى الله عليه وسلم: «ما أكرم شاب شيخًا لسنِّه، إلا قيَّض اللهُ له مَن يكرمه عند سنِّه»[سنن الترمذي]،  لذلك نجده صلى الله عليه وسلم عندما جاءه أبو بكر بأبيه أبي قحافة يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: «لو أقررتَ الشيخ في بيته لأتيناه» [رواه أحمد]، وروى معاذ بن جبل: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أتاكم كبير قوم فأكرموه.» [سنن الترمذي] وقال صلى الله عليه وسلم: «إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم.» [سنن ابن ماجة] . كما حمى النبي -صلى الله عليه وسلم-  كبار السن في الحروب والصراعات فنهى عن قتلهم ففي رواية عند البيهقي وغيره «ولا تقتلوا وليدًا طِفلًا، ولا امرأةً، ولا شيخًا كبيرًا» [السنن الكبرى للبيهقي] وأخيرا دعا الإسلام إذا بلغ الإنسان الكبر أن ينول الرعاية في محيطه العائلي ولا يدفع إلى دور المسنين قال: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء:23]، فتأمل قوله { يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ} أي في بيتك وفي لحافك وفي رعايتك وعطفك .. فأين البشرية الآن من هذا الهدي الشريف وتلك الإنسانية الرفيعة وألوف البشر من كبار السن يموتون يوميًا في مناطق الصراع حول العالم، ونتيجة للفقر والأمراض؟! 

من علماء الأزهر والأوقاف