رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

(لفت نظر)

هل تتحول محافظة السويداء إلى غزة جديدة على الطريقة السورية

ما ينقل من مشاهد حلق الشوارب وإذلال الدروز السوريين هناك يشبه إلى حد كبير ما يحدث فى فلسطين المحتلة.

قد تكون الطائفة الدرزية ارتكبت أخطاءً بعلاقتها مع إسرائيل والتفكير فى الحكم الذاتى أو مناهضة السلطة الجديدة التى تشكلت من الفصائل المقاتلة وانتجت حكومة مؤقتة يقودها الجولانى سابقًا.. الشرع حاليًا

التطور الخطير الذى حدث يهدد بتفجير الجنوب السورى، صعّدت حكومة الرئيس السورى أحمد الشرع من حملتها العسكرية والأمنية ضد أبناء الطائفة الدرزية فى محافظة السويداء، وسط تقارير عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، واعتقالات عشوائية، وقصف استهدف الأحياء السكنية. فى المقابل، دخلت إسرائيل على خط الأزمة بتحركات غير مسبوقة، ما ينذر بتحول الصراع المحلى إلى مواجهة إقليمية معقدة.

الحملة جاءت بعد احتجاجات شعبية شهدتها السويداء للمطالبة بإنهاء الفساد ووقف التمييز ضد الدروز الذين يشكلون أغلبية سكان المدينة.

ما يحدث أقرب إلى تصفية حسابات طائفية من قبل الشرع الذى يسعى للسيطرة الكاملة على الجنوب، فى وقت تتزايد فيه حدة الغضب الشعبى بسبب التدهور الاقتصادى والقبضة الأمنية المشددة.

ورغم ما يفعله الشرع لإرضاء إسرائيل فإنها أعلنت أكثر من مرة انها «لن تقف مكتوفة الأيدى» إزاء ما وصفته بـ«المجزرة ضد الدروز»، وصرّح وزير الدفاع الإسرائيلى أن أمن الطائفة الدرزية فى سوريا «يمثل خطًا أحمر لإسرائيل». وشهدت الأيام الماضية تصعيدًا عسكريًا على الحدود الشمالية لإسرائيل، مع استهداف مواقع تابعة للنظام السورى فى محيط إسرائيل تستخدام الورقة الدرزية للضغط على الشرع ودفعه لتقديم تنازلات كاملة قبل التوقيع على معاهدة السلام المنتظرة بين سوريا الشرع وإسرائيل برعاية الرئيس الامريكى دونالد ترامب.

ورغم تصاعد الأحداث، اقتصر رد الفعل الدولى على بيانات قلق صادرة عن الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، فيما واصلت بعض العواصم العربية سياسة التشجيع المبطن لحكومة الشرع، وسط انتقادات من نشطاء دروز يتهمون الجامعة العربية بـ«التخلى الكامل» عن السويداء.

ويخشى سكان السويداء أن تتحول محافظتهم إلى «ساحة تصفية حسابات» بين النظام وإسرائيل، فى ظل غياب أى تدخل دولى جاد لوقف الانتهاكات أو فتح تحقيقات مستقلة فى الجرائم المرتكبة.

الأوضاع فى السويداء مرشحة لمزيد من التصعيد، خاصة مع ارتفاع صوت المعارضة الدرزية الداخلية، وتحركات الفصائل المسلحة المحلية. وسط كل هذا، يبدو أن النظام السورى يحاول توجيه رسائل عنف داخلى للخارج، وإسرائيل تحاول فرض معادلة ردع جديدة، بينما يدفع أبناء السويداء الثمن الأكبر من دمائهم وأمنهم.

هل تتحول السويداء إلى غزة جديدة فى الجنوب السوري؟ أم أن الضغوط الدولية ستجبر النظام على وقف التصعيد؟ سنرى!

[email protected]