رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شورى

عودة فسيفساء رومانية مسروقة إلى إيطاليا بعد أكثر من 80 عامًا

بومبي
بومبي

في لحظة مؤثرة تعيد الاعتبار للعدالة التاريخية، استُعيدت فسيفساء رومانية نادرة إلى موطنها الأصلي في مدينة بومبي الإيطالية، بعد أن سرقها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية. 

وبحسب صحيفة “اندبيدنت” البريطانية، يعود العمل الفني، الذي يحمل طابعًا جريئًا وموضوعًا حميميًا، إلى ما بين منتصف القرن الأول قبل الميلاد والقرن الأول الميلادي، ويُعد من القطع ذات القيمة الثقافية الاستثنائية.

قطعة من الماضي... تعيدها الدبلوماسية إلى موطنها

أعيدت الفسيفساء، المنفذة على ألواح الترافرتين والمزينة بمشهد ذي طابع جنسي مألوف في فنون الحقبة الرومانية، إلى الحديقة الأثرية في بومبي عبر القنوات الدبلوماسية بين إيطاليا وألمانيا. 

وجرى التنسيق لإعادتها من قبل القنصلية الإيطالية في شتوتغارت، بعد تواصل ورثة ألماني توفي مؤخرًا، كان يحتفظ بالفسيفساء التي تلقاها كهدية من أحد قادة "الفيرماخت" أثناء تواجده في إيطاليا خلال سنوات الحرب.

وأكدت وحدة الكارابينييري المتخصصة في حماية التراث الثقافي أن استعادة القطعة جاءت بعد تحقق علمي دقيق من مصدرها وأصالتها. 

وفي سبتمبر 2023، جرى نقل الفسيفساء رسميًا إلى الأراضي الإيطالية، تمهيدًا لتخصيصها للعرض الدائم ضمن مقتنيات حديقة بومبي الأثرية.

بحسب مدير الحديقة جابرييل زوختريجل، فإن الفسيفساء تعكس تطورًا فنيًا هامًا في الفن الروماني، حيث تحولت الموضوعات من البطولات الأسطورية في العصر الهلنستي إلى مشاهد أكثر قربًا من الواقع الحميمي والمنزلي. 

ووصف عودتها بأنها "تشبه شفاء جرح ظل مفتوحًا لعقود"، مؤكداً أن القطعة ستُحفظ ضمن بيئة آمنة ومخصصة للبحث والتعليم.

أثر العودة... وتبدل المفاهيم

استعادة الفسيفساء لم تكن مجرد خطوة إدارية، بل تجسيد لتغيرات جوهرية في نظرة الأفراد والمجتمعات للفن المسروق. وأشار زوختريجل إلى أن قرار ورثة المالك الألماني بإعادة القطعة يعكس تحوّلاً في العقلية، حيث لم يعد امتلاك عمل مسروق مدعاة للفخر، بل عبئًا أخلاقيًا وتاريخيًا.

لعنة بومبي... أسطورة تردع اللصوص

وأعادت الواقعة إلى الأذهان "لعنة بومبي"، وهي أسطورة شعبية تشير إلى أن من يسرق شيئًا من أطلال المدينة القديمة يُصاب بسوء الحظ. 

ودفعت هذه القناعة العديد من الزوار في السابق إلى إعادة قطع أثرية كانوا قد أخذوها خلسة، مصحوبة برسائل اعتراف وندم، ما جعل من بومبي ليست فقط موقعًا أثريًا، بل شاهدًا حيًا على العلاقة المعقدة بين الإنسان والإرث الحضاري.