ترامب عن سد النهضة: سنعمل على حل الإشكال بين مصر والسودان وإثيوبيا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه يعتقد بإمكانية التوصل إلى حل بشأن مسألة نهر النيل، مشيرا إلى أن هذه المسألة حساسة للغاية.
وأضاف ترامب في تصريحات، اليوم الاثنين، خلال مؤتمر صحفي مع أمين عام حلف الناتو مارك روته بالبيت الأبيض: "الولايات المتحدة هي من مولت سد النهضة ولا أعرف لماذا".
وأشار إلى أن السد تسبب في مشكلة بين مصر وإثيوبيا خلال السنوات الماضية، ويؤثر على حصة دول المصب من المياه المتدفقة، خاصة خلال فترة الجفاف.
وكان ترامب يتحدث عن جهوده، في حل النزاعات في العديد من المناطق حول العالم، وقال: "كذلك فيما يتعلق بمصر وجوارها وخاصة في مسألة السد والنزاع بخصوص مياه النيل، سنعمل على حل الإشكال بين مصر والسودان وإثيوبيا".
وواصل، "نأمل ألا تحتدم هذه الأزمة وأن يتم حل هذا النزاع، مسألة المياه مهمة وحساسة جدا وهي مصدر الحياة لمصر، وأعتقد أننا سنحل ذلك قريبا"
وعلى صعيد آخر، ارتفع عدد الشهداء جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، منذ فجر اليوم الإثنين، إلى 28 شهيدًا، بينهم 17 في مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع، بحسب ما أفادت به مصادر طبية ووسائل إعلام فلسطينية.
وتوزعت الغارات على مناطق متفرقة، مستهدفة أحياء سكنية ومواقع متاخمة للبنية التحتية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
تصعد الأحزاب الحريدية تهديداتها لحكومة نتنياهو اليوم مُحذرةً من أنها تستعد للانسحاب من الحكومة خلال الأيام المقبلة احتجاجًا على عدم إقرار قانون التجنيد.
وفقًا لمصادر رفيعة المستوى في الأحزاب الحريدية، اتخذ حاخامات حزب يهدوت هتوراة قرارًا مبدئيًا بتحديد موعد نهائي لتقديم القانون.
ويُصدر الحزب تهديدًا واضحًا: إذا لم يُعرض مشروع القانون على لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بحلول هذا المساء، حوالي الساعة الخامسة والسادسة مساءً، فقد يؤدي ذلك إلى انهيار ائتلافي حقيقي، مع استقالة الوزراء ونواب الوزراء ورؤساء لجان الكنيست نيابةً عن الحزب.
وتأتي هذه الخطوة في محاولة للضغط على رئيس اللجنة إدلشتاين، الذي لم يُقدّم بعد مشروع قانون يتوافق مع مطالب الحريديم.
وبدأت إثيوبيا العمل على سد النهضة عام 2011، بهدف بناء سد بطاقة توليد كهربائية تصل إلى حوالي 6,450 ميغاواط، مما يجعله أحد أكبر السدود في إفريقيا. يقع السد في إقليم بنيشنغول-غوموز، على بعد حوالي 40 كيلومترًا من الحدود السودانية، ويُنظر إلى المشروع كجزء من طموح إثيوبيا لتصبح مركزًا إقليميًا للطاقة وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها، حيث يعاني العديد منهم من نقص الكهرباء.
أسباب الأزمة
أثارت عملية بناء السد وملئه مخاوف مصر والسودان، اللتين تعتمدان بشكل كبير على مياه النيل. تشمل الأسباب الرئيسية للأزمة:
تأثير السد على حصص المياه: تخشى مصر، التي تعتمد على النيل في أكثر من 90% من مواردها المائية، من انخفاض تدفق المياه، مما قد يؤثر على الزراعة، ومياه الشرب، والصناعة.
عدم اليقين بشأن الملء والتشغيل: غياب اتفاق ملزم حول كيفية ملء خزان السد وإدارته خلال فترات الجفاف يثير قلق الدول المتشاطئة.
الأمن القومي: تعتبر مصر النيل مسألة حياة أو موت، بينما ترى إثيوبيا السد كحق سيادي للاستفادة من مواردها الطبيعية.
التوترات السياسية: أدت المفاوضات المتعثرة بين الدول الثلاث إلى تصعيد الخطاب السياسي، مع اتهامات متبادلة بعدم التعاون.
المفاوضات والجهود الدبلوماسية
على مدى سنوات، جرت مفاوضات مكثفة بين إثيوبيا ومصر والسودان، برعاية جهات دولية مثل الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة. أبرز محطات هذه المفاوضات:
إعلان المبادئ (2015): وقّعت الدول الثلاث اتفاقية مبادئ تهدف إلى التعاون وضمان عدم الإضرار بالدول الأخرى، لكن التطبيق العملي ظل مثار خلاف.
فشل المفاوضات اللاحقة: لم تتمكن الدول من التوصل إلى اتفاق شامل حول قواعد ملء السد وتشغيله، خاصة بعد بدء إثيوبيا عمليات الملء الأحادية في 2020.
تدخل الأمم المتحدة: دعا مجلس الأمن إلى حل النزاع عبر الحوار، لكن التقدم لا يزال محدودًا.