أطعمة غير متوقعة تساعد في خفض ضغط الدم

 في ظل الدعوات المتكررة لتناول طعام صحي، يبقى السؤال: ما الذي يعنيه ذلك فعلاً؟ كثير من الناس، وحتى بعض الأطباء، يواجهون صعوبة في تحديد ما إذا كانت أطعمة معينة تقدم فوائد صحية ملموسة، وما هو تأثيرها الحقيقي على أجسامنا؟

 وتوصل فريق علمي إلى نتائج واعدة بشأن مجموعة من المركبات النباتية تُعرف باسم "فلافان-3-أولز" (Flavan-3-ols)، والتي قد تسهم في خفض ضغط الدم وتحسين وظائف الأوعية الدموية، وبالتالي تعزيز صحة القلب.

ما هي فلافان-3-أولز... وأين نجدها؟

 تنتمي هذه المركبات إلى عائلة الفلافونويد، وهي مسؤولة عن ألوان النباتات وتساعدها في مقاومة الشمس والآفات. وتوجد في أطعمة مألوفة لدينا مثل الشاي الأخضر والأسود، والكاكاو، والعنب، والتفاح، وبعض أنواع التوت.

 ويكون الطعم المر قليلاً في الشوكولاتة الداكنة أو الشاي القوي؟ غالبًا ما يكون نتيجة لهذه المركبات.

نتائج مذهلة: ضغط الدم يتحسن:

 حللت الدراسة بيانات من 145 تجربة سريرية شملت أكثر من 5,200 مشارك تناولوا أطعمة غنية بفلافان-3-أولز أو مكملات تحتوي عليها. 

وكانت النتيجة انخفاضًا ملحوظًا في ضغط الدم بمعدل 2.8 ملم زئبق للضغط الانقباضي و2.0 ملم زئبق للانبساطي.

أما لدى من يعانون من ارتفاع ضغط الدم، فقد كانت الفوائد أكبر: انخفاض وصل إلى 7 ملم زئبق، وهو ما يعادل تأثير بعض أدوية ضغط الدم الشائعة. 

كما أظهرت النتائج تحسنًا في وظيفة بطانة الأوعية الدموية بنسبة 1.7%، مما يشير إلى تحسين تدفق الدم وحماية الأوعية.

الغذاء أولًا... وليس المكملات:

أظهرت الدراسة أن تناول الأطعمة الكاملة، مثل الشاي أو الكاكاو أو التفاح، كان أكثر فعالية من المكملات الغذائية. يُرجّح أن هذا يعود لتفاعل المركبات النباتية المختلفة معًا لتعزيز الامتصاص والفائدة.

وتُعد الجرعة اليومية المثلى حوالي 500 إلى 600 ملج من فلافان-3-أولز، ويمكن تحقيق ذلك عبر:

2-3 أكواب من الشاي يوميًا

قطعة من الشوكولاتة الداكنة (56 غرامًا)

2 إلى 3 تفاحات

حفنة من العنب أو التوت

وقاية مبكرة قبل أن تبدأ المشكلة:

 حتى من لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يجنوا فوائد وقائية من هذه المركبات. ويؤكد الباحثون أن إدراج فلافان-3-أولز ضمن نظام غذائي متوازن قد يقلل خطر أمراض القلب قبل ظهور الأعراض.

 وبينما لا تُعد هذه المركبات بديلاً كاملاً عن الأدوية، إلا أن مزجها بعادات صحية مثل التمارين المنتظمة والنوم الجيد قد يشكل خطوة فعالة نحو قلب أكثر صحة، وبدون الحاجة إلى أطعمة غريبة أو مكلفة.