عاجل
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حكم صيام اليوم الـ11 من محرم لمن فاته التاسع

بوابة الوفد الإلكترونية

في اليوم الحادي عشر من شهر الله المحرم، وبعد أن حرص عدد كبير من المسلمين على صيام يوم عاشوراء، يتساءل البعض ممن فاته صيام يوم تاسوعاء: هل يمكن تعويض ذلك بصيام اليوم الحادي عشر؟.
أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال من خلال فتوى رسمية نشرتها عبر منصاتها، مشيرة إلى ما قاله العلماء والفقهاء في هذه المسألة، ومستعرضة فضل صيام الأيام الأولى من المحرم، وخاصة يوم عاشوراء.

 

حكم صيام اليوم الحادي عشر لمن فاته التاسع

أوضحت دار الإفتاء أنه يستحب صيام اليوم الحادي عشر من محرم، لمن فاتته سنة صيام يوم تاسوعاء، مؤكدة أن هذه السنة تُسنّ لمن أراد أن يصوم عاشوراء مع يوم قبله أو بعده.

 ونقلت عن الإمام زكريا الأنصاري في كتابه أسنى المطالب قوله:"وإن لم يصم معه – أي مع عاشوراء – تاسوعاء، فصوم الحادي عشر مستحب."

وهذا القول يفتح الباب أمام من لم يتمكن من صيام اليوم التاسع، أن يُدرك فضل الجمع بين يوم عاشوراء ويومٍ آخر، تحقيقًا لمخالفة اليهود والنصارى في صيامهم ليوم عاشوراء منفردًا، وهي المخالفة التي أرشد إليها النبي ﷺ.

 

صيام عاشوراء.. سُنة نبوية مؤكدة

أكّدت دار الإفتاء أن صيام يوم عاشوراء سنة نبوية ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روى الإمام مسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال:"قدم النبي ﷺ المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال: فأنا أحق بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه."

وقد رُوي أن النبي ﷺ نوى في آخر حياته أن يصوم يوم التاسع مع العاشر في العام التالي، فقال:"لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ، لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ."، إلا أنه توفي صلى الله عليه وسلم قبل أن يدرك العام التالي.

 

هل يجوز صيام عاشوراء وحده؟

بيّنت دار الإفتاء أن صيام يوم عاشوراء منفردًا جائز شرعًا، ولا حرج فيه، لأن النهي لم يرد عن صيامه مفردًا، بل ورد الاستحباب في أن يُصام معه يوم قبله أو بعده، كما نصّ كثير من الفقهاء.

وفي ذلك تقول الإفتاء: "من صام يوم عاشوراء فقط، فصيامه صحيح وله الأجر، ولكن الأفضل أن يضيف إليه التاسع أو الحادي عشر لمن استطاع".

 

فضل صيام يوم عاشوراء

نقلت الفتوى أيضًا ما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال:"صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله."

وهذا الحديث يوضح عظيم الأجر في صيام هذا اليوم، فهو يُكفّر ذنوب سنةٍ كاملة، مما يجعله من الفرص النادرة التي ينبغي للمسلم أن يغتنمها.

 

نية الصوم بنية الحمية أو إنقاص الوزن.. هل تبطل الأجر؟

ورد في الفتوى أيضًا أن الصيام بنية التطوع لا يفسده أن يصاحب نية الحمية أو إنقاص الوزن، لأن الأثر الطبيعي للامتناع عن الطعام حاصل في كل الأحوال. ونقلت دار الإفتاء عن الإمام السيوطي في كتابه الأشباه والنظائر أن قصد التقوية أو التداوي لا يبطل الصوم طالما النية الأساسية هي العبادة.

فمن صام تطوعًا وأراد أيضًا ضبط وزنه أو تحسين صحته، فله أجر الصوم بإذن الله، ولا يؤثر هذا القصد على الإخلاص أو الثواب.

 

أدعية يُستحب ترديدها في يوم عاشوراء

بما أن عاشوراء من الأيام المباركة التي يُستحب فيها الذكر والدعاء، فإليك مجموعة من الأدعية المأثورة التي يمكن للمسلم أن يرددها، خاصة لمن صام هذا اليوم واحتسبه عند الله:

"اللهم اجعل صيامي فيه مقبولًا، وعملي فيه مرفوعًا، ودعائي فيه مستجابًا، واغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات."

"اللهم إن هذا يوم نجّيت فيه موسى ومن معه، وأهلكت فرعون وجنده، فنجّنا فيه من كل همٍّ وغمّ، واصرف عنّا السوء، واكتب لنا النجاة في الدنيا والآخرة."

"اللهم اجعل هذا اليوم سببًا في غفران ذنوبي، ورفعة درجاتي، وكفارة لسنةٍ مضت من عمري."

"يا رب، لا تحرمني أجر هذا اليوم، وارزقني فيه القبول والإخلاص، وألحقني بالصالحين."