من هم المحرومون من ثواب الصيام يوم عاشوراء؟

يعد يوم عاشوراء من الأيام العظيمة في الإسلام، لما فيه من الفضل والثواب الكبير، حيث ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» [رواه مسلم]، ورغم هذا الفضل، إلا أن هناك فئات معينة لا يُقبل منها صيام هذا اليوم، ما لم تُبادر بالتوبة النصوح.
فضل صيام عاشوراء
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: "سُئِل رسول الله ﷺ عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله"، كما أن النبي ﷺ كان يتحرّى صيام هذا اليوم، وكان يصومه في مكة قبل أن يُفرض رمضان.
ويوافق يوم عاشوراء اليوم العاشر من شهر الله المحرم، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه سيدنا موسى عليه السلام من فرعون، فصامه شكرًا لله، وصامه النبي ﷺ وأمر بصيامه.
من هم المحرومون من ثواب الصيام؟
رُوي في الحديث القدسي عن النبي ﷺ أن الله يغفر للمؤمنين في هذا اليوم، إلا لأربعة، وهم:
مدمن الخمر: وهو من أصر على شربها ولم يتب.
العاق لوالديه: وهو من قصر في برّ والديه أو آذاهما.
قاطع الرحم: من يهجر أقاربه ولا يصل رحمه.
المشاحن: أي من هجر أخاه المسلم أكثر من ثلاثة أيام.
وهؤلاء لا يُقبل منهم الصيام ولا تُرفع لهم أعمالهم حتى يُقلعوا عن ذنوبهم ويتوبوا توبة صادقة.
الكبائر التي لا يكفرها صيام عاشوراء
رغم أن صيام يوم عاشوراء يُكفّر الذنوب الصغائر، إلا أن هناك ذنوبًا لا يُكفرها هذا الصيام، منها:
الشرك بالله: قال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ" [النساء: 48].
حقوق العباد والمظالم: كأكل أموال الناس والغيبة والقذف والضرب، فقد قال النبي ﷺ: "يُؤخذ من حسناته، فإن فنيت، أُخذ من سيئاتهم فطُرحت عليه ثم طُرح في النار" [رواه مسلم].
القتل العمد: لما فيه من إزهاق للنفس بغير حق، والقاتل مطالب بحق المقتول أمام الله، كما في الحديث: "فيقول المقتول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟" [رواه النسائي].
العلماء يوضحون: متى يُرجى قبول التوبة؟
قال الإمام النووي: "صيام عاشوراء يكفّر الذنوب الصغائر، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة نصوح، وردّ المظالم لأصحابها، ولا يُرجى قبول العمل لمن لم يُخلِص التوبة".
ويُذكر أن من لم يجد صغائر تُكفّر، فإن الله يكتب له الحسنات ويرفعه درجات، أما من كانت عليه كبائر، فقد يُرجى أن يُخفف عنه إذا تاب بصدق.
ما الذي ينبغي على المسلم فعله في عاشوراء؟
الإكثار من الدعاء والاستغفار.
صلة الرحم، وزيارة الأقارب وطلب العفو ممن هجرهم.
برّ الوالدين.
الإقلاع عن الذنوب والمعاصي، خصوصًا الكبائر.
التوبة النصوح، فهي الأساس لقبول أي عمل.