رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

هل تبدأ العدة من ترك الزوجة للبيت أم من لحظة الطلاق؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تلقى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سؤالًا يقول: "تركتُ منزل الزوجية منذ عامين بسبب خلافات مع زوجي، وذهبت إلى بيت عائلتي، ثم وقع الطلاق بعد هذه المدة، فهل تُحسب عدتي من لحظة خروجي من بيت الزوجية أم من وقت وقوع الطلاق؟"

وفي إجابته عبر صفحته الرسمية عبر موقع الفيسبوك، شدد الدكتور لاشين على أن هذا السؤال يعكس فهمًا خاطئًا شائعًا بين كثير من الناس، حيث يعتقد البعض أن عدة المرأة تبدأ منذ لحظة مفارقتها لبيت الزوجية، رغم أنها لا تزال على ذمة الزوج، وهو ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية.

 

العدة تبدأ من وقت الطلاق.. لا من مغادرة المنزل

وأكد فضيلته أن العدة تُحسب شرعًا من وقت وقوع الطلاق وليس من وقت ترك البيت، بغض النظر عن المدة الزمنية بين الحدثين، موضحًا أن هذا هو الحكم الذي عليه جمهور العلماء، واستشهد بقول الله تعالى في سورة الطلاق:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}[سورة الطلاق: 1]

وأضاف أن كتب السنة النبوية نقلت عن رسول الله ﷺ قوله:"الطلاق بالرجال، والعدة بالنساء"،في إشارة إلى أن العدة لا تكون إلا بعد الطلاق الصريح الواقع شرعًا، وليس بمجرد الخصام أو الانفصال المكاني.

 

الزواج رحمة.. والطلاق إذا تعذر الإصلاح

وفي معرض حديثه، أشار الدكتور عطية لاشين إلى أن الزواج شُرع لأغراض سامية منها: بناء الأسرة، وغرس المودة والرحمة، وتحقيق السكينة بين الزوجين، وفقًا لقوله تعالى:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}
[سورة الروم: 21]

لكنه أكد في الوقت ذاته أنه إذا استحال دوام العشرة، وكان الفراق أيسر للطرفين وأصلح للدين والدنيا، فإن الطلاق يكون حينها مشروعًا، مستشهدًا بقول الله تعالى:{وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِّن سَعَتِهِ}[سورة النساء: 130]

 

وختم الدكتور عطية لاشين فتواه بالتأكيد على أن:عدة المطلقة تبدأ من لحظة وقوع الطلاق وليس من تاريخ مغادرتها بيت الزوجية، الانفصال المكاني أو الزعل لا يُعد طلاقًا شرعًا، وبالتالي لا يُحتسب منه العدة، يجب تصحيح هذا المفهوم الخاطئ بين الناس، والرجوع إلى أهل العلم عند وقوع النوازل الأسرية.