رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لا تظلموا الدكتور يحيي الجمل

كانت صدمتي كبيرة وأنا أقلب في صفحات عدد الخميس الثاني من يونية الحالي من صحيفة الوفد الأسبوعي لأجد علي الصفحة الخامسة عشرة مقالين يهاجمان الرجل الفاضل الدكتور يحيي الجمل.

ولقد رأيت أن أقدم اعتذاراً شخصياً للدكتور يحيي الجمل وقد اقتربت منه لسنوات عديدة ورأيت فيه الخلق الكريم والأصالة المصرية الحقيقية، فضلاً عن البساطة والألفة التي يحيط بها كل من يتعامل معه. ولعل قراءة في بعض ما كتب خلال سنوات الطغيان والفساد تؤكد حجم الخطأ الذي وقع فيه كاتبا المقالين والذي لا يمحوه أي اعتذار منهما.

في رسالته الشهيرة التي وجهها إلي الرئيس عبر مقاله الشهير في صحيفة المصري اليوم عام 2009 وقد قال فيها كل ما يريده محذراً النظام من أن أحوال مصر قد تردت إلي هوة عميقة ، وصارح الرئيس السابق وهو في أوج قوته وجبروته بأن ابنه جمال مبارك لا يتمتع بأي قدر من القبول الشعبي وهو بالتأكيد لا يصلح لحكم مصر ، وطالب الرئيس السابق بأن يصدر قرارا جمهوريا بتشكيل جمعية تأسيسية لوضع مشروع دستور جديد مشيراً إلي مرجعين غاية في الأهمية هما مشروع دستور 1954 ودستور 1971 وذلك قبل التعديلات التي شوهته وأفرغته من مضمونه. كما واجه الدكتور يحيي الجمل الرئيس السابق بأن يبقي في الحكم لمدة عامين فقط أذ أي إلي نهاية مدته - إلي أن يتم إعداد الدستور وطرحه للاستفتاء الشعبي ثم يفتح باب الانتخابات الرئاسية عملا بهذا الدستور. وحذر الفقيه الدستوري الكبير من أنه إن لم يحدث هذا فالأوضاع ستستمر من سييء إلي اسوأ حتي نصل إلي ما لا تحمد عقباه.

ولعل الجميع يتذكرون العبارة الشهيرة التي أطلقها الدكتور يحيي الجمل واصفاً تعديل المادة 76 من الدستور في 2007 بأنها " المادة الخطيئة".

والحقيقة أن الدكتور يحيي الجمل شخصية عامة يمكن توجيه النقد إلي أفكاره ومواقفه السياسية، ولكن النقد شيء والسب والقذف والافتراء بغير الحق شيء آخر.

لقد شاركت الدكتور يحيي الجمل في فترة تأسيس حزب الجبهة الديمقراطية وأشهد أن الرجل كان ديمقراطيا من الطراز الأول، وطلب أن يضاف نص في لائحة النظام الأساسي للحزب آنذاك بأنه لا يتولي أي منصب قيادي في الحزب

من جاوز الخامسة والسبعين وأصر علي ترك رئاسة الحزب بعد عام واحد فقط تاركاً لأعضاء الحزب انتخاب من يريدونه رئيساً.

إن الدكتور يحيي الجمل قامة علمية وقيمة وطنية لا يمكن أن يوصف بتلك الأوصاف المتدنية التي حفلت بها هاتان المقالتان، وبصفتي مسئولاً في حزب الوفد أتقدم له بكل الاعتذار راجياً أن يتجاوز عن تلك السقطة، والعفو من شيم الكرام.

ويعلم المقربون من دكتور يحيي الجمل أنه لسنوات طويلة كان يقف في صف المعارضة الشديدة للنظام السابق، وحين قامت ثورة الخامس والعشرين من يناير كان من أوائل المناصرين لها مشاركاً في لجنة الحكماء التي تم تشكيلها من مواطنين شرفاء حرصوا علي دعم الثورة حتي قبل سقوط النظام. وحين عرض عليه المشاركة في حكومة الدكتور أحمد شفيق تطلب الأمر أن يذهب رئيس الوزراء المكلف إليه في مكتبه الخاص يطلب مشاركته في الوزارة ولم يقبل دكتور يحيي إلا حين استفزه دكتور أحمد شفيق بأن يفضل مصالحة الخاصة علي خدمة مصر، فكان رد الدكتور يحيي أنا في خدمة مصر وقبل تحمل المسئولية.

وعلاقة الدكتور يحيي الجمل بحزب الوفد طويلة وممتدة، ويتذكر الجميع أن الوفد خصص له وقتاً شهرياً في " صالون دكتور يحيي الجمل" الذي انعقد عدة مرات قبل الثورة وكان دائماً مجالاً لطرح الأفكار المعارضة للنظام والمؤيدة لتوجهات الوفد وسياساته.

تحية واعتذار إلي الدكتور يحيي الجمل، ورجاء أن يستمر علي عهده وعلاقته بالوفد فله رصيد كبير لدي الوفديين.