وزير الصحة يدشن مشروع دعم مرضى القصور الكلوي للسودانيين المقيمين بمصر

أطلق الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، مشروعًا رائدًا لدعم مرضى القصور الكلوي السودانيين المقيمين في مصر، وذلك بالتعاون مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية، بحضور رفيع المستوى من ممثلي السعودية والسودان وجامعة الدول العربية.
وأكد عبدالغفار أن هذا المشروع يأتي تتويجًا لجهود استمرت أكثر من ستة أشهر من المباحثات، مشيرًا إلى أن مصر كانت ولا تزال الملاذ الآمن لكل الأشقاء العرب، خاصة في أوقات المحن.

"وقال ان مصر لا تميز بين أبنائها وضيوفها، فكل من يطلب العلاج على أرضها يحصل عليه بنفس الحقوق التي يتمتع بها المواطن المصري"، لافتًا إلى أن قطاع الصحة المصري يحتضن جنسيات متعددة، بينهم مهاجرون ولاجئون، يتلقون التعليم، والرعاية الصحية، وبعضهم يعمل في مؤسسات الدولة.

وفي سياق متصل، نوّه عبدالغفار بالدور الكبير الذي يقوم به الهلال الأحمر المصري في استيعاب جرحى ومرضى غزة الذين وفدوا إلى مصر في ظل العدوان المستمر، مشددًا على أن "مصر تقدم خدمات إنسانية دون انتظار دعم، لأن ذلك نابع من التزام أخلاقي وعروبي راسخ".
ولفت الى ان المشروع المشترك يستهدف تقديم 90 ألف جلسة غسيل كلوي سنويًا للسودانيين المقيمين في مصر، إلى جانب خدمات دوائية وعلاجية متكاملة في مستشفيات ومراكز وزارة الصحة المصرية، ما يمثل استجابة حيوية لتحديات صحية تواجهها هذه الفئة، خصوصًا في ظل انهيار النظام الصحي داخل السودان، بسبب الصراعات والكوارث.
من جهته، أكد السفير عماد الدين مصطفى علوي، سفير السودان بالقاهرة، أن هذه الشراكة الثلاثية بين مصر والسعودية ومنظمة الصحة العالمية تعكس عمق الروابط الأخوية بين الشعوب والدول، لافتًا إلى أن السودانيين في مصر يتمتعون برعاية صحية حقيقية، مثمنًا دور جامعة الدول العربية في تنسيق مثل هذه الجهود.
وخلال حفل التدشين، صرح عبدالله بن صالح، مدير إدارة الخدمات الإنسانية بمركز الملك سلمان، أن المركز قدّم منذ تأسيسه مساعدات إنسانية تجاوزت 7 مليارات دولار استفادت منها 107 دول، منها 165 مليون دولار خُصصت للسودانيين منذ اندلاع الأزمة، مشيرًا إلى أن مركز الملك سلمان بات نموذجًا عالميًا في الإغاثة الصحية، خصوصًا في دعم مرضى الكلى الذين يعدّون من أكثر الفئات تأثرًا في الأزمات.
وفي كلمته، أكد السفير عبدالعزيز بن مطر، مندوب السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، أن هذه المبادرة تمثل امتدادًا للنهج السعودي في تقديم المساعدات الإغاثية، والتي شملت حتى الآن أكثر من 90 دولة، منوهًا بأن مركز الملك سلمان يُعد من أكبر الجهات المانحة إنسانيًا على مستوى العالم.

وشدّد الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، على أن مرض القصور الكلوي يُعد من أسرع أسباب الوفاة نموًا، مشيرًا إلى أن المنظمة تتوقع أن يحتل المرتبة الخامسة عالميًا في معدلات الوفاة بحلول عام 2050، مما يجعل التعاون بين الأطراف الثلاثة (مصر والسعودية والمنظمات الدولية) ضرورة إنسانية وليس خيارًا.
من جانبه، أكد الدكتور أدهم إسماعيل، مدير البرنامج الإقليمي بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، أن مصر استوعبت أكثر من 10 ملايين مهاجر ولاجئ، من بينهم 1.5 مليون سوداني، مضيفًا أن الطفرة الصحية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة تجعلها مؤهلة لقيادة جهود الاستجابة الإنسانية على مستوى الإقليم.
و يجسد هذا المشروع نموذجًا عربيًا ملهمًا للتكافل الإنساني والتعاون الصحي الدولي، ويعيد التأكيد على دور مصر الريادي كـ"أم حاضنة" لأبناء الأمة، وعلى مكانة السعودية كمحور دعم إنساني دولي، ويدفع باتجاه رؤية مستقبلية قائمة على شراكات صحية قوية تعبر حدود السياسة لتصل إلى نبض الإنسان.
