لماذا نذكر سيدنا إبراهيم في التشهد الأخير؟.. دار الإفتاء توضح 3 حكم

كشفت دار الإفتاء المصرية عن الحكمة من تخصيص سيدنا إبراهيم عليه السلام بالذكر في "الصلاة الإبراهيمية" التي تُقال في التشهد الأخير من الصلاة، وهو سؤال يتكرر في أذهان كثير من المسلمين، ممن يتساءلون: لماذا نخص إبراهيم عليه السلام بالدعاء دون غيره من أنبياء الله الكرام؟
وأوضحت الدار أن هذا الذكر ليس من قبيل التفضيل على النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو توقيف تعبدي ورد عن النبي الكريم، وفيه دلالات روحية وتاريخية عظيمة تعكس مكانة سيدنا إبراهيم في الأمة الإسلامية.
ثلاث حكم تربط بين أمتنا وأبي الأنبياء
وبحسب الفتوى المنشورة عبر الحسابات الرسمية لدار الإفتاء المصرية، فإن تخصيص سيدنا إبراهيم بالذكر في الصلاة الإبراهيمية يعود إلى عدة حكم، من أبرزها:
أولًا: استجابة الله لدعاء إبراهيم بأن يُذكَر بخير
سيدنا إبراهيم عليه السلام دعا ربه فقال:﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ [الشعراء: 84]
وقد استجاب الله دعاءه، فجعل ذِكره باقيًا في الأمم، ومن مظاهر هذه الاستجابة أن نذكره ونصلي عليه في كل تشهد، حتى قيام الساعة.
ثانيًا: له فضل علينا كأمة
قالت دار الإفتاء إن سيدنا إبراهيم هو من سمّانا "مسلمين" قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في قوله تعالى:﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]
فجاء ذِكره في الصلاة من باب الوفاء والمكافأة، "ومَن لا يشكر الناس لا يشكر الله"، وهكذا نحن نقابل الإحسان بالإحسان.
ثالثًا: سلَّم على أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
روى بعض أهل العلم أن سيدنا إبراهيم سلَّم على أمة النبي صلى الله عليه وسلم دون سائر الأمم ليلة الإسراء والمعراج، فكان ذلك من أسباب التخصيص له في هذا الموضع المبارك.
ليست الأسباب محصورة
وأشارت دار الإفتاء إلى أن هذه بعض وجوه الحكمة، وهناك أقوال أخرى لدى أهل العلم، تدور جميعها حول الفضل، والمقاصد التعبدية، وأثر إبراهيم عليه السلام في تاريخ الرسالات، موضحةً أن الشرع في مثل هذه المواطن يأتي توقيفيًا أي أننا نلتزم به كما ورد دون اختراع أو اجتهاد فيه.
دار الإفتاء: الصلاة الإبراهيمية باب من أبواب النور
وشددت الدار على أهمية الصلاة الإبراهيمية في ختام الصلاة، باعتبارها من أعظم صيغ الذكر، ففيها ثناء على سيدنا محمد وعلى آل بيته، وثناء على إبراهيم وآله، وتأكيد لوحدة الرسالات والأنبياء، وتذكير دائم بعراقة الانتساب إلى ملة إبراهيم عليه السلام، الذي وصفه الله بأنه:﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ [النجم: 37].