رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

دار الإفتاء: حفلات التخرج الجامعي جائزة شرعًا إذا التُزمت الضوابط الشرعية

بوابة الوفد الإلكترونية

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن إقامة حفلات التخرج في الجامعات جائزة شرعًا، شريطة الالتزام بالضوابط الشرعية والآداب الإسلامية، وعدم اشتمال الحفل على أي مخالفة دينية أو سلوكية.

وقال فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن الاحتفاء بالتخرج يُعدّ من الفرح المشروع، ويأتي في سياق إظهار نعمة الله وشكره، لا من باب الفخر أو الرياء، ما دام يُراعى فيه الستر والاحتشام والانضباط السلوكي والقيمي، مضيفًا أن الفرح بالنجاح والتحصيل العلمي من المباحات التي يُثاب عليها الإنسان إذا نوى بها شكر النعمة.

العلم عبادة.. والفرح به مستحب

وسلّطت الفتوى الضوء على مكانة العلم في الشريعة الإسلامية، مؤكدة أن طلب العلم عبادة وقُربة من أعظم القُرَب، وقد رفع الله من شأن العلماء وطلاب العلم في القرآن الكريم، قال تعالى:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11].

كما استشهدت بحديث النبي ﷺ: «مَن سَلك طريقًا يلتمِس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنّة»، [رواه الترمذي وأبو داود].

وأوضحت أن الاحتفال بالتخرج هو إقرار بفضل الله، وتعبير عن الامتنان له، كما في قوله تعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى: 11]، وأن هذا النوع من الفرح يدخل في إطار "الفرح بالفضل الإلهي"، لا التباهي الدنيوي.

 

ضوابط شرعية واجبة لحفلات التخرج

حدّدت دار الإفتاء جملة من الضوابط والآداب الشرعية التي يجب توافرها ليكون الاحتفال بالتخرج جائزًا شرعًا، أبرزها:

1. أن يكون الغرض من الحفل هو شكر النعمة لا الفخر أو المباهاة.


2. الالتزام بالاحتشام وستر العورات، وعدم ارتداء الملابس المخالفة للذوق الشرعي.


3. منع الاختلاط غير المنضبط بين الطلاب والطالبات.


4. عدم تشغيل الموسيقى أو العروض التي تشتمل على مخالفات شرعية.


5. أن تُقام الحفلات داخل المؤسسات التعليمية أو في أماكن تحت إشرافها، لضمان عدم الخروج على الأعراف والقيم.


6. مراعاة الآداب المجتمعية والأخلاقية المتعارف عليها في بيئة التعليم.

 

من الفرح المباح إلى التعبد

وبيّنت الفتوى أن الاحتفال بالتخرج ليس فقط جائزًا، بل قد يكون قربة يُؤجر عليها الطالب، إذا اقترنت بنيته شكر الله، وإظهار فضله، والاستبشار بتحقيق الإنجاز العلمي، على غرار ما ورد عن النبي ﷺ في حديث أبي هريرة:«للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة حين يلقى ربه» [البخاري].

 

كما أشارت إلى أن إدخال السرور على المتخرجين وأسرهم، وتبادل الهدايا والمجاملات الطيبة، من الأعمال المحببة التي تؤلف بين القلوب، مستشهدة بحديث النبي ﷺ:«تهادوا تحابوا» [رواه البخاري في الأدب المفرد].

 

الفرح بالعلم لا يُنافِي الورع

ونوّهت الفتوى إلى أهمية تحصين هذه الاحتفالات من الانفلات أو الإسراف أو مخالفة الآداب الشرعية، مشيرة إلى أن الصورة قد تكون واحدة لكن النية هي الفاصل بين الحلال والحرام، كما قال الإمام الشاطبي:"العمل الواحد يُقصد به أمر فيكون عبادة، ويُقصد به شيءٌ آخر فلا يكون كذلك".

 

في ختام بيانها، أكدت دار الإفتاء أن حفلات التخرج مباحة شرعًا، بل مستحبة إذا التزمت بقيم الإسلام وآدابه، داعية الطلاب والطالبات إلى التحلي بالوقار، وعدم تحويل هذه الاحتفالات إلى مشاهد صاخبة تسيء لصورة التعليم وتنتقص من قدسية العلم.