حكم تخصيص الليل لقراءة القرآن دون النهار.. دار الإفتاء توضح

تتجدد التساؤلات لدى الكثير حول أفضل أوقات تلاوة القرآن الكريم، خاصة لدى من يخصصون فترة الليل للقراءة دون النهار.
وفي هذا السياق، ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال مفاده:"ما حكم قراءة القرآن الكريم في الليل فقط من أجل إتمام الورد اليومي؟ وهل يُعد ذلك هجرًا للقرآن في أوقات النهار؟"
قراءة الليل مستحبة.. ولا تُعد هجرًا للنهار
وردت دار الإفتاء المصرية على هذا التساؤل عبر موقعها الرسمي، مؤكدة أن قراءة القرآن الكريم ليلًا من الأمور المستحبة شرعًا، وأن تخصيص هذا الوقت للورد اليومي لا يُعد هجرًا للقرآن خلال النهار، طالما أن القراءة مستمرة بشكل منتظم.
وأضافت الدار أن الشرع الحنيف شجّع على قيام الليل وتلاوة القرآن فيه، واستدلّت بعدد من الآيات الكريمة التي تُبرز فضل أهل الليل، ومنها قوله تعالى:﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ ٱلَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِٱلْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾
[الذاريات: 15–18]
كما استشهدت بالآية:﴿وَعِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلْجَـٰهِلُونَ قَالُوا۟ سَلَـٰمًا وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًۭا وَقِيَـٰمًۭا﴾
[الفرقان: 63–64]
أحاديث نبوية تؤكد فضل قيام الليل وتلاوة القرآن فيه
كما نقلت دار الإفتاء عددًا من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد فضل قراءة القرآن في الليل، ومنها ما رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"نِعْمَ الرَّجُلُ عبد الله، لو كان يُصَلِّي من الليل".
فما كان من عبد الله بن عمر إلا أن أصبح لا ينام من الليل إلا قليلاً، حرصًا على قيام الليل وتلاوة القرآن فيه.
وفي حديث آخر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:"يا عبد الله، لا تكن مثل فلان، كان يقوم الليل فترك قيام الليل".
[رواه البخاري ومسلم]
تخصيص الليل لا يُخالف السنة
وشددت الإفتاء في ختام فتواها على أن تخصيص وقت معين من الليل للقراءة لا يُعد هجرًا للقرآن في النهار، مشيرة إلى أن ما يعوّل عليه في النهاية هو الاستمرار على التلاوة، بغض النظر عن التوقيت، طالما لم يقترن ذلك باعتقاد أن الليل أفضل على وجه الإلزام أو أن النهار لا يجوز فيه التلاوة.