بنك ألماني يحذر من انفجار محتمل في الدين العام الأميركي بسبب سياسات ترامب الضريبية
حذّر بنك الاستثمار والتنمية الألماني KfW، التابع للحكومة الفيدرالية، من أن الولايات المتحدة قد تواجه انفجاراً في دينها العام خلال السنوات المقبلة، إذا تم تطبيق السياسات الضريبية التي يروج لها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وبحسب دراسة صادرة عن البنك، فإن الدين العام الأميركي، الذي يبلغ حالياً نحو 94% من الناتج المحلي الإجمالي، قد يرتفع إلى أكثر من 170% خلال العقد المقبل، في حال لم تُتخذ إجراءات تصحيحية مثل رفع الضرائب أو خفض الإنفاق.
وأشار البنك إلى أن تشريعات ضريبية مقترحة، مثل مشروع "القانون الكبير الجميل" الذي يتضمن تخفيضات ضريبية دائمة، ستؤدي إلى تفاقم العجز الهيكلي في الميزانية، ما سيضع الاقتصاد الأميركي في مسار مالي غير مستدام، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
تحذيرات من دوامة ديون وفوائد متصاعدة
وقال ديرك شوماخر، كبير الاقتصاديين في البنك، إن فقدان ثقة الأسواق المالية في الاقتصاد الأميركي قد يؤدي إلى نزوح رؤوس الأموال وارتفاع أقساط المخاطر، مما قد يُدخل البلاد في دوامة خطيرة من ارتفاع الفوائد وتراكم الديون.
وأكد شوماخر أن مستوى الدين الأميركي الحالي أعلى بكثير من المتوسط العالمي، مشيراً إلى أن معدل الدين العام في ألمانيا على سبيل المقارنة بلغ العام الماضي نحو 63% من الناتج المحلي الإجمالي.
تأثيرات في أسواق العملات
بدأت الأسواق بالفعل في إظهار رد فعل تجاه هذه المخاوف، إذ تراجع الدولار الأميركي مؤخراً، بينما سجل اليورو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2021. ويعزو محللون هذا الأداء جزئياً إلى السياسات التجارية غير المستقرة لترامب، بالإضافة إلى تصريحاته الحادة تجاه رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بشأن أسعار الفائدة.
ويحذر بعض المراقبين من أن استمرار هذه التوترات قد يُضعف الثقة بالدولار كعملة احتياطية عالمية، في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مستقبل هيمنة الدولار على النظام المالي العالمي.
