«الذكاء الاصطناعي يقود التحول الصحي في إفريقيا».. مبادرات لتطوير الكوادر ورفع كفاءة التشخيص

شهد اليوم الثاني من فعاليات النسخة الرابعة لمؤتمر ومعرض “Africa Health ExCon”، الذي يُعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من 25 إلى 27 يونيو 2025 بمركز مصر للمعارض الدولية، زخماً كبيراً في مناقشة التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي ودورهما في مستقبل الرعاية الصحية بالقارة الإفريقية.

تحت شعار “الابتكار والاستقلال: تسخير الذكاء الاصطناعي والتصنيع المحلي لتعزيز أنظمة الصحة الإفريقية”، ناقش المؤتمر تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية في الرعاية الصحية، وشهد توقيع عدد من بروتوكولات التعاون، ومجموعة من الجلسات المتخصصة التي أبرزت أهمية التقنيات الحديثة في النهوض بالخدمات الصحية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي، الذي ارتفعت بدقته معدلات التشخيص الطبي من 70% إلى 80%، وساهم في خفض تكلفة خدمات الرعاية الصحية بنحو 150 مليار دولار في الولايات المتحدة.

مطالبات بإنشاء وكالة دولية للذكاء الاصطناعي في الصحة

ناقشت الجلسات أهمية وجود وكالة دولية لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، على غرار وكالة الطاقة الذرية، وسط تحذيرات من إمكانية احتكار الدول الكبرى لهذه التقنية. كما شدد المشاركون على ضرورة إنشاء ملف صحي موحد لكل مواطن مربوط بالرقم القومي، لدعم دقة العلاج ومتابعة التاريخ المرضي.

«شفا الأورمان» تعقد بروتوكولات لتطوير صيدلياتها

في إطار الاهتمام بتطوير الكوادر البشرية، وقّعت مستشفى شفاء الأورمان بالأقصر اتفاقيات تعاون مع الجمعية المصرية الأوروبية لصيدلة الأورام، والجمعية المصرية للصيادلة، لتدريب الصيادلة ورفع كفاءتهم، بحضور الدكتور خالد نور رئيس مجلس الأمناء، والدكتور شريف كمال رئيس الجمعية الأوروبية، والدكتور وائل علي ممثلاً عن الجمعية المصرية للصيادلة. ويشمل البرنامج التدريبي نحو 100 ساعة لتقليل الأعراض الجانبية وتحسين فعالية العلاج.

الرعاية الصحية تعزز التعاون لبناء القدرات

كما وقعت الهيئة العامة للرعاية الصحية بروتوكولين تعاون؛ الأول مع الجمعية المصرية لمكافحة الأمراض غير المعدية لتدريب الكوادر الطبية على أمراض القلب، والثاني مع شركة “فياترس” لتبادل المعرفة وتطوير العاملين في مجال الرعاية الصحية.

التحول الرقمي في الرعاية الصحية: فرص وتحديات

في جلسة “التحول الرقمي في الرعاية الصحية”، أكد خبراء من شركات سيمنز والتأمين الصحي والجمعيات التكنولوجية الدولية أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل العنصر البشري، لكنه سيعزز كفاءته، وسيسرّع من الاكتشافات العلمية والأدوية المخصصة وفقًا للجينوم البشري، مما يرفع من كفاءة نظم المستشفيات وجودة حياة المرضى.

مستشفيات ذكية ومستدامة

تناولت جلسة “مستشفيات المستقبل” مفهوم المستشفى الذكي والمستدام، بمشاركة خبراء دوليين من مالي وروسيا وأمريكا، واستعرضوا تجارب دولية لتصميم مستشفيات مرنة تركز على المريض وتحقق كفاءة طاقية وابتكارية، مع تقديم نماذج ناجحة من مستشفيات مصرية.

التمريض والذكاء الاصطناعي.. تعليم مبتكر وممارسة متطورة

ركز محور التمريض على سبل إدماج الذكاء الاصطناعي في التعليم والممارسة، وتعزيز التدريب القائم على المحاكاة لسد الفجوة بين النظرية والتطبيق. كما ناقشت جلسات أخرى أهمية تعليم التمريض النفسي، ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية القلبية والتعليم السريري، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمتخصصين من جامعات مصرية.

الذكاء الاصطناعي في الأشعة والتجارب السريرية

سلطت جلسة “علم الأشعة” الضوء على استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي كمساعد لأخصائي الأشعة، فيما ناقشت جلسة “التجارب السريرية” آليات حماية حقوق المشاركين ومعايير تجهيز المراكز الطبية. أما جلسة “العلاج الإشعاعي” فقد ركزت على تقنية SBRT في علاج الكبد والرئة بدقة متناهية.

التأمين الصحي الذكي وتجارب عالمية

نظّمت شركة “إي هيلث” جلسة نقاشية حول مستقبل التأمين الصحي الذكي في إفريقيا، بمشاركة خبراء من مصر وشركات عالمية، وتم خلالها استعراض استراتيجيات الذكاء الاصطناعي القابل للتطوير، والتحديات المحلية، وقصص نجاح عالمية قابلة للتطبيق في السياق الإفريقي.

الابتكار الصحي وتقليل العبء الاقتصادي

في جلسة الابتكار، أكد المشاركون، ومنهم الدكتور محمد حساني مساعد وزير الصحة، والدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الصحة، على أهمية الابتكار في تقليل الأعباء الاقتصادية عن الأفراد والدولة، مشيدين بالاتجاه المتزايد في مصر نحو تبني الابتكار المنهجي في قطاع الصحة.

ختاماً

يواصل مؤتمر “Africa Health ExCon” ترسيخ مكانته كمنصة رائدة للنقاش وتبادل الخبرات بين الدول الإفريقية، وتؤكد جلساته ومخرجاته على أهمية تبني الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في سبيل تحقيق نهضة صحية شاملة ومستدامة في إفريقيا.