ندوة بمركز شباب قنا تستعرض التحولات الوطنية بعد ثورة 30 يونيو
أقام مركز شباب مدينة قنا ندوة تثقيفية توعوية احتفالًا بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو، حاضر فيها الدكتور علي الدين عبدالبديع القصبي، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة جنوب الوادي، وأدارها أسامة قدوس مصطفى، رئيس مجلس إدارة مركز شباب مدينة قنا.
جاء ذلك بحضور محمد زكي، المدير التنفيذي للمركز، وإبراهيم أحمد محمود، أمين الصندوق، والدكتور محمود مبارك عضو مجلس الإدارة، وعلي نبيل ، المنسق الإعلامي للمركز، وأعضاء مجلس إدارة المركز، ولفيف من القيادات الشبابية بمراكز وأندية الشباب، من بينهم أشرف سعد، رئيس مجلس إدارة نادي قنا الرياضي، ومنتصر صلاح، رئيس مجلس إدارة مركز شباب المعنا، ومحمد نصاري، رئيس مجلس إدارة مركز شباب عزبة حامد، وفريدة الزمر، منسق كيان شباب الوطن للريادة والتنمية بقنا، وحسين البارودي، عضو الكيان، كما حضر لفيف من الشباب أعضاء المركز، ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية بمحافظة قنا٠
من جانبه، قال أسامة قدوس مصطفى، رئيس مجلس إدارة مركز شباب مدينة قنا، إن ثورة الثلاثين من يونيو ستظل علامة فارقة في تاريخ الوطن، إذ أعادت لمصر هويتها الوطنية، وأنقذتها من مصير مجهول كان يهدد كيان الدولة ومؤسساتها، وأكد أن هذه الثورة المجيدة كانت انتصارًا لإرادة الشعب المصري في مواجهة حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي حاولت اختطاف الدولة، وأن ما تحقق بعدها من إنجازات في شتى المجالات في ظل القيادة الرشيدة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي يؤكد أن المصريين كانوا على قدر المسؤولية في حماية وطنهم.
وأضاف "قدوس" أن مراكز الشباب، بدعم من وزارة الشباب والرياضة، تؤدي دورًا مهمًا في رفع الوعي الوطني وتعزيز الانتماء، وأن تنظيم هذه الندوات التثقيفية يأتي في إطار التفاعل البناء مع الأحداث الوطنية، لترسيخ قيم الولاء والانتماء لدى الأجيال الجديدة.
وأكد الدكتور علي الدين القصبي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادي، أن الدولة المصرية بعد 30 يونيو أعادت اكتشاف ذاتها وإمكاناتها، فلأول مرة أصبح لدى مصر خطة مستقبلية واضحة المعالم حتى العام 2030، كما سخرت مصر مواردها بما يعود بالنفع على شعبها ومحيطها، فمعالم ذلك التصحيح بدأت تظهر جلية من حيث حصاد الإنجازات على كافة المستويات، بفضل سياسة ورؤية حكيمة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد لمصر الأمن والاستقرار بمحاربته للإرهاب والقضاء عليه، وانتشرت المشروعات التنموية في كافة ربوع مصر بلا استثناء، في الصعيد وسيناء والوجه البحري والمناطق الحدودية؛ جمهورية جديدة ذات حياة كريمة، مدن جديدة ذكية، تنمية حقيقية في البنية التحتية والطرق السريعة والكباري والتعليم والثقافة والصحة، أَتاحت تدفق الاستثمارات، فضلًا عن نجاح في تمكين الشباب والمرأة بشكل غير مسبوق، بدفعهم إلى الأمام حتى أصبحوا يتولون المناصب القيادية بالدولة، كما تم توفير فرص لكل من يتطلع لعمل جيد بفضل مشروعات التنمية الجديدة التي أعادت لمصر الريادة.
وأضاف: على الرغم من التهديدات الإقليمية والتحديات الاستراتيجية، إلا أن العمل يسير على وتيرة واحدة في مختلف القطاعات والمجالات، سواء المشروعات القومية أو ملف الرعاية والحماية الاجتماعية، ومن ثم كانت 30 يونيو هي البداية الحقيقية للجمهورية الجديدة. وستظل مصر منبعًا للسلام والمحبة والنسيج الوطني الواحد، وواحةً للأمن والأمان والاستقرار، وأن مثل هذه المناسبات والفعاليات الوطنية تعد فرصة طيبة للتأكيد على روح المحبة والمودة والتسامح التي تجمع بين شعب مصر العظيم بمسلميه ومسيحييه كنسيج واحد في جسد الوطن.
وأشار قائلًا: من هذا المنطلق حرصت وزارة الشباب والرياضة من خلال مديرية الشباب والرياضة بمحافظة قنا على حث مراكز الشباب لإثارة الوعي القومي وتعميق الانتماء الوطني حول قضايا الوطن، وضرورة عقد مثل هذه الندوات التوعوية التثقيفية لتحقيق الفائدة المرجوة والإجابة على تساؤلات الجمهور، ونجتمع اليوم في مركز شباب مدينة قنا، بهدف تنمية وعي الشباب حول قضايا الوطن المصيرية، وهي قضية الأمن القومي ومواجهة التحديات من خلال قراءة سوسيولوجية تحليلية لأبعادها.
وأكد أنه لولا يقظة الشعب المصري وانحياز جيشنا الوطني العظيم لإرادة شعبه في 30 يونيو 2013، للإطاحة بحكم الجماعة الفاشية الإرهابية، لكانت الدولة المصرية قد سقطت في غياهب الفشل والتحلل، وهو ما كان وما زال مخططًا له بالفعل.
وقال الدكتور علي الدين القصبي: تضافر مع هذه الثورة ونجاها من حرب أهلية أن الجيش المصري مارس مهمته التاريخية في الالتحام والوقوف إلى جانب شعبه واحتضانه، ومن هنا سوف يتذكر التاريخ أن ثورة 30 يونيو هي الابنة الشرعية لثورة 25 يناير وتصحيح واستعادة لها، وأنه منذ ذلك الحين ومصر تسير بثبات على مسار التنمية وبناء الدولة الحديثة.
وأوضح أن مصر شهدت تغيرات واسعة النطاق لبناء دولة حديثة وعصرية وفقًا لأفضل المعايير العالمية، لتتمكن من اللحاق بركب التطورات العالمية التي يشهدها المجتمع الدولي، إيمانًا من القيادة السياسية بأنه لا يمكن الانفصال عن المتغيرات العالمية.
وانتقلت مصر من مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة والمشروعات القومية العملاقة، الأمر الذي كان يمثل الهدف الأساسي للرئيس السيسي خلال الفترة من 2014 إلى 2018، في العمل على الحفاظ على الدولة الوطنية وتثبيت أركانها ومؤسساتها المختلفة بمقوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وترسخ على مدار هذه الفترة أن استعادة مكانة الدولة يتطلب عملًا وجهدًا متواصلين، وأن عملية البناء والتنمية مستمرة وصولًا إلى مستقبل مشرق، مع التأكيد بأن بناء مصر الجديدة القوية أصبح راسخًا في وجدان الجميع مع الالتزام باحترام حقوق الإنسان، وترسيخ قيم التعايش المشترك والتسامح.
وقال إن مظاهر منجزات ثورة 30 يونيو 2013م تشمل: بقاء الدولة وترسيخ استقرارها، محاصرة الإرهاب وكسر شوكته، بناء جمهورية جديدة، تحقيق التنمية المستدامة، ترسيخ العدالة الاجتماعية، والحوار الوطني.