رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خالد الجندي: حكاية قاتل الـ100 ليست قصة جريمة بل درس في هجرة التائبين

الشيخ خالد الجندي
الشيخ خالد الجندي

قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن قصة قاتل المائة نفس هي واحدة من أعظم القصص التي تعكس رحمة الله الواسعة، وخطورة الفتوى بغير علم، وأهمية البيئة الصالحة في حياة الإنسان، مشيرًا إلى أن عنوان القصة الحقيقي هو "هجرة التائبين إلى الله".

وأوضح الجندي، في حلقة جديدة من برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع  على قناة "dmc"، اليوم الخميس، أن القصة الواردة في الحديث النبوي الشريف، والتي رواها أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، تحكي عن رجل قتل 99 نفسًا ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدلوه على راهب، فسأله: "هل لي من توبة؟"، فقال له: "لا"، فقتله فأكمل به المئة، ثم عاود السؤال عن أعلم أهل الأرض، فدلوه على عالم قال له: "نعم لك توبة، لكن غيّر البيئة اللي انت عايش فيها".

وأشار الجندي إلى أن هذه القصة تكشف عدة معانٍ خطيرة ومؤثرة، منها إن الندم قد يسكن قلب أفجر الناس، رغم قتل 99 نفسًا، لم يُطفأ تمامًا النور الداخلي عند الرجل، وظهر ذلك في بحثه عن التوبة، وهذا يدل على أن الإنسان يحمل داخله ومضة فطرة مهما عظمت معصيته.

وتابع: "الملائكة اختلفت فيه، بعد أن مات في طريقه إلى القرية الصالحة، اختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فبعث الله ملكًا فصل بينهم بقياس المسافة، فوجدوه أقرب إلى قرية الصالحين فغُفر له".

 ولفت إلى أن قصة قاتل المائة نفس التي وردت في كتب السنة النبوية، ليست فقط حكاية عن التوبة، وإنما هي درس عميق في الفقه والوعي الديني، مضيفًا أن عنوانها الحقيقي هو "هجرة التائبين".

وأكد أن الفرق بين العابد والفقيه هو فهم الدين، مش مجرد التعبد، مضيفًا: "الفقيه اللي فقه الدين، اللي فهم معانيه، مش بس حفظ النصوص.. والعجيب إن النبي ﷺ قال: من يُرد الله به خيرًا يُفقهه في الدين.. ما قالش يُعبده، قال يفقهه!".

وأضاف أن الراهب مثل البعض ممن يتحدثون في الدين الآن بلا علم، قائلاً: "مش كل اللي بيقعد في الجامع أو بيطيل لحيته أو بيقول كلام مؤثر يبقى عالم.. لازم يكون فاهم، قاري، دارس، عارف مقاصد الشريعة.. عشان كده إحنا بنقول عنوان القصة دي الحقيقي هو هجرة التائبين، لأن الرجل ساب المكان اللي ارتكب فيه الذنوب، وهاجر لمكان الصلاح والتوبة، وده جوهر الدين.. الحركة من الظلمة للنور، من المعصية للطاعة".

وتابع: "اللي عمل ذنب ما يستسلمش.. يسأل أهل الفقه والعلم، مش أي حد.. الدين مبني على فهم صحيح، مش على العواطف والانطباعات".

اقرأ المزيد..