قصف إيران يفتح معركة على الرئيس داخل الكونجرس

غضب ديمقراطى واتهامات بالكذب والتضليل.. و«النواب» يفشل فى عزله
صوّت مجلس النواب الأمريكى بأغلبية ساحقة (344 مقابل 79) على إجهاض محاولة تقدم بها النائب الديمقراطى آل جرين لعزل الرئيس دونالد ترامب، بعد شنه ضربات عسكرية ضد إيران دون الرجوع إلى الكونجرس. ورغم انقسام الحزب الديمقراطى حول الخطوة، انضم معظم أعضائه إلى الجمهوريين فى التصويت ضد الإجراء، فى حين أيده عشرات الديمقراطيين فقط.
وتزايدت الشكوك داخل الأوساط الديمقراطية فى الكونجرس الأمريكى حيال فعالية الضربات الجوية على المنشآت النووية الإيرانية، وسط اتهامات للبيت الأبيض بالمبالغة فى تقييم الأضرار والتلاعب بالمعلومات الاستخباراتية، ما يعمق فجوة الثقة المتزايدة بين الإدارة الحالية والديمقراطيين، ويهدد بتأزيم الموقف السياسى إذا ما تصاعد التوتر فى الشرق الأوسط.
وأعرب زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ، تشاك شومر فى مشهد نادر من التوتر العلنى، عن استيائه قائلاً من على منصة المجلس: «إذا كانت التقارير الصحفية حول تأثير الضربات صحيحة - ولا أستطيع تأكيدها بعد - فقد يكون هذا هو السبب وراء تأجيل الإدارة لإحاطتنا السرية أمس فى اللحظة الأخيرة».
ذهب السيناتور «كريس فان هولين» إلى أبعد من ذلك، محذرًا فى تصريحات لموقع أكسيوس: «أنا قلق للغاية من تحريف ترامب للمعلومات الاستخباراتية، بل وحتى الكذب بشأنها. لقد مررنا بهذه الكارثة من قبل... خضنا حرب العراق بناءً على حجج واهية».
كما أعرب السيناتور الديمقراطى «ريتشارد بعن» غضبه مما وصفه بـ«التعتيم المقصود»، مضيفًا: «لقد تجاهلت الإدارة الكونجرس تماماً، وألغت إحاطة كان من المفترض أن تُعقد أمس الاول. هناك قدر هائل من انعدام الثقة، ببساطة لأنهم لم يخبرونا بشىء».
وكان من المفترض أن تُجرى جلسات الإحاطة السرية للمشرعين أمس الأول لكن تم تأجيلها بشكل مفاجئ إلى اليوم الخميس فى مجلس الشيوخ، وغداً الجمعة فى مجلس النواب، على أن يشارك فيها كل من وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث، واللذين يرافقان ترامب حالياً فى قمة الناتو المنعقدة فى لاهاى. لكن هذا التأجيل أثار غضب نواب ديمقراطيين.
فى المقابل، صرح رئيس مجلس النواب الجمهورى مايك جونسون بأن «قانون صلاحيات الحرب غير دستورى»، فى موقف يعكس الانقسام حتى داخل صفوف الجمهوريين.
وفى تطور آخر، كشفت تقارير عن أن رئيس الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو كان قد أطلع بعض المشرعين الجمهوريين على تفاصيل الضربة قبل وقوعها، ما زاد من استياء الديمقراطيين الذين أكدوا أنهم تلقوا إما معلومات سطحية أو تُركوا فى الظلام تمامًا.