رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس التحرير
سامي أبو العز
رئيسا التحرير
ياسر شورى - سامي الطراوي

تغيير غذائي بسيط قد يحد من خطر الإصابة بسرطان المرارة

بوابة الوفد الإلكترونية

كشفت دراسة حديثة عن وجود رابط محتمل بين الأنظمة الغذائية ومدى التعرض لخطر الإصابة بسرطان المرارة، حيث سلطت الضوء على تأثير بعض أنواع الطعام الشائعة في تطور هذا المرض الذي يُعرف بصمته حتى مراحله المتقدمة.

أفضل سرطان المرارة في تشوني جانج، كانبور | أبولو سبكترا

يشير خبراء الأورام إلى أن النظام الغذائي العصري، المشبع بالأطعمة الفائقة المعالجة، قد يكون عاملاً رئيسياً في ارتفاع حالات الإصابة بسرطان المرارة وتُعزى هذه العلاقة إلى تأثير تلك الأغذية على توازن الميكروبيوم (البكتيريا النافعة) في الأمعاء.

 

بحسب دراسات سابقة، تم الربط بين تناول اللحوم الحمراء والمصنعة وبعض المشاكل الصحية الخطيرة كارتفاع ضغط الدم، أمراض الكلى، وسرطان الأمعاء. ويُعتقد أن المواد الكيميائية مثل النترات، الناتجة عن اللحوم المصنعة، تلعب دورًا في رفع هذه المخاطر.

 

في هذا السياق، أوضح باحثون دنماركيون أن مجرد استبدال حصة أسبوعية واحدة من اللحوم المصنعة بالبقوليات يمكن أن يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بأمراض المرارة. وأفاد البروفيسور دانيال إبسن، المتخصص في التغذية وأمراض القلب والأوعية الدموية والباحث الرئيسي في الدراسة، أن الانخفاض الملحوظ في خطر الإصابة بمرض المرارة عند تناول البقوليات ربما يعود إلى تأثير أليافها المفيدة.

 

وقد قامت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الأوروبية للتغذية، بتحليل بيانات أكثر من 121 ألف شخص من المشاركين في البنك الحيوي البريطاني بمتوسط عمر بلغ 57 عامًا. وتضمنت البيانات استبيانات غذائية وتقارير صحية، إلى جانب قياسات مثل مؤشر كتلة الجسم.

 

تشير النتائج إلى أن قرابة نصف المشاركين لم يكونوا يستهلكون البقوليات، بينما أظهرت الفئة التي تناولت كميات أكبر أنها تتجنب غالبًا اللحوم الحمراء والمصنعة. ومن بين أكثر من 120 ألف مشارك تمت متابعتهم لمدة تتجاوز عشر سنوات، سُجلت 3772 إصابة بمرض المرارة، معظمها ارتبط بانخفاض استهلاك البقوليات وزيادة تناول اللحوم المصنعة.

 

وكشفت الدراسة أن الذين أصيبوا بمرض المرارة غالباً ما كانوا يعانون من عوامل خطر إضافية مثل ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، التدخين المفرط، فقدان الوزن السريع، استخدام موانع الحمل الفموية أو العلاج الهرموني البديل.

 

وبينما أظهرت النتائج أن استبدال أقل من حصة أسبوعية واحدة من اللحوم الحمراء المصنعة بما يعادل حوالي 80 غرامًا من البقوليات قلل خطر مرض المرارة بنسبة 3%، لم يتم رصد تأثير مشابه عند استبدال البقوليات بالدواجن أو الأسماك. ظل هذا الارتباط قوياً حتى بعد احتساب العوامل المؤثرة الأخرى.

 

ويرجح الباحثون أن البقوليات تساهم في تعزيز نمو البكتيريا النافعة التي تساعد على هضم الألياف وتحسين وظائف الجهاز الهضمي. كما أشارت دراسات سابقة إلى أن مرضى سرطانات القناة الصفراوية يمتلكون مستويات أقل من تلك البكتيريا النافعة. إضافة إلى ذلك، يرتبط تناول البقوليات بتقليل الكوليسترول الضار نظرًا لدور الألياف القابلة للذوبان في التخلص من العصارة الصفراوية الغنية بالكوليسترول قبل امتصاصها.

 

بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، فإن السمنة والنظام الغذائي الغني بالدهون وفقير الألياف، إلى جانب فقدان الوزن السريع باستخدام أدوية تعزز التخسيس، تُعد عوامل تزيد من خطر الإصابة بحصوات المرارة، والتي تعتبر بدورها سببًا أساسيًا للإصابة بسرطان المرارة.

 

إلا أن الدراسة لم تخلو من قيود؛ إذ اعتمدت بشكل رئيسي على استبيانات غذائية ذاتية مقدمة من المشاركين ولم تفلح في تفسير عدم ارتباط النظام الغذائي بسرطان المرارة لدى الرجال تحديداً.

 

يُذكر أن المرارة، الواقعة بمحاذاة الكبد والمسؤولة عن تخزين العصارة الصفراوية لهضم الدهون، تُعدّ عرضة للإصابات مثل حصوات المرارة التي تضاعف احتمالية الخطر المرتبط بسرطانها بخمسة أضعاف. ويتميز سرطان المرارة بأنه مرض صامت غالبًا ما يبقى بدون أعراض واضحة حتى مراحل متقدمة، حيث تظهر حينها مؤشرات كاصفرار الجلد (اليرقان)، آلام البطن، الحكة، فقدان الوزن غير المبرر، الغثيان، التقيؤ وتغير لون البول أو البراز.