الرفاهية النفسية مفتاح صحة الدماغ.. دراسة تكشف تفاصيل صادمة

في خطوة لافتة على طريق فهم العوامل النفسية المؤثرة في صحة الدماغ، كشفت دراسة بريطانية حديثة عن أن الحفاظ على مستوى عالٍ من الرفاهية النفسية قد يكون عاملًا حاسمًا في تقليل خطر فقدان الذاكرة، خاصة في منتصف العمر. 

ووفقًا للدراسة التي تابعت أكثر من 10 آلاف شخص تجاوزوا سن الخمسين، فإن من يتمتعون بمستوى أعلى من الرضا الشخصي والحرية في اتخاذ القرارات أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة.

المزاج الجيد يعزز الإدراك

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة الشيخوخة والصحة العقلية، وأشارت إلى وجود ارتباط صغير لكنه مهم بين مستوى الرفاهية وتحسّن الأداء في اختبارات التذكر. 

وشملت الاختبارات قدرة المشاركين على تذكر عشر كلمات بشكل مباشر ثم بعد فترة من الزمن. 

وتابع الباحثون المشاركين خلال فترة امتدت لـ 16 عامًا، حيث خضعوا لتقييمات دورية للذاكرة والصحة النفسية كل عامين.

الرفاهية والاستقلالية عوامل مساعدة

واستخدم الباحثون استبيانًا شاملاً لتقييم جودة الحياة لدى المشاركين، تضمن أسئلة حول الشعور بالاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرارات، مثل: "أشعر أن الحياة مليئة بالفرص" و"أستطيع أن أفعل الأشياء التي أريد أن أفعلها". 

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من الرفاهية النفسية حافظوا على وظائفهم المعرفية بشكل أفضل، حتى عند احتساب عوامل مثل الاكتئاب.

صحة الدماغ لا تنفصل عن صحة الجسد

يفسر الباحثون هذا الرابط بأن الأشخاص الإيجابيين قد يكونون أكثر التزامًا بسلوكيات صحية مثل ممارسة التمارين الرياضية، التي تؤثر بدورها بشكل إيجابي على الدماغ. كما أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية والجنس والعمر تلعب دورًا في التأثير على الرفاهية والذاكرة معًا.

دعوة لتبني نمط حياة داعم للدماغ

الدكتورة إميلي ويلروث، إحدى المشاركات في إعداد الدراسة، أشارت إلى أهمية البناء على هذه النتائج من خلال تطوير استراتيجيات تحسّن الإدراك لدى كبار السن. 

ومن جانبها، شددت إيما تايلور من مؤسسة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة على أن تعزيز الصحة النفسية والاجتماعية يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من الوقاية من الخرف، مضيفة أن الاهتمام بالقلب، والبقاء نشطًا ومتصلاً اجتماعيًا، من أهم العوامل لحماية الدماغ مع التقدم في العمر.

الصحة النفسية ليست رفاهية

رغم أن نتائج الدراسة أولية وتحتاج لمزيد من الأبحاث التجريبية، إلا أنها تقدم مؤشرات قوية على أهمية الصحة النفسية في دعم وظائف الدماغ، وتحث الأفراد على تبني أنماط حياة صحية ومتفائلة، ليس فقط لعيش حياة سعيدة، بل أيضًا لحماية الذاكرة والوقاية من الخرف.