رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

حكم سجود السهو في صلاة السنة.. «الإفتاء» توضح

بوابة الوفد الإلكترونية

يتساءل كثير من المسلمين عن حكم سجود السهو في صلاة السنّة، خاصة في ظل الحرص الشديد على أدائها لما لها من فضل عظيم، حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: «من ثابر على اثنتي عشرة ركعة، بنى الله عز وجل له بيتًا في الجنة»، فما هو موقف الشرع إذا وقع المصلي في سهو أثناء صلاة السنة؟ وهل يلزمه سجود السهو كما هو الحال في الفريضة؟

دار الإفتاء تحسم الجدل

أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن سجود السهو مشروع في صلاة السنّة كما هو مشروع في صلاة الفريضة، مشيرًا إلى أن أي صلاة، سواء كانت فرضًا أو نافلة، يُشرع فيها سجود السهو إن وقع فيها خلل يستدعيه، باستثناء صلاة الجنازة التي لا يُشرع فيها سجود السهو.

وقال الشيخ شلبي، في مقطع فيديو نشرته دار الإفتاء المصرية عبر قناتها الرسمية على موقع «يوتيوب»، إن طريقة سجود السهو تكون كالتالي:
بعد الانتهاء من التشهد، يقول المصلي "الله أكبر" ثم يسجد، ثم يقول "الله أكبر" ويجلس، ثم يسجد مرة أخرى، ويعتدل بعد السجدة الثانية ثم يُسلّم.

ما هو سجود السهو؟ ومتى يُشرع؟

أوضح علماء الفقه أن سجود السهو هو عبادتان يؤدّيهما المصلي في حال وقوع خطأ أو نسيان أو شك أثناء الصلاة، وتكونان بمثابة جبر لما فاته من أجزاء الصلاة أو من باب سدّ الخلل.

وهناك ثلاثة أسباب رئيسية لسجود السهو:

الشك في الصلاة

ويعني أن يشك المصلي هل صلى ثلاث ركعات أم أربع؟ أو هل سجد سجدة أم سجدتين؟ وقد اختلف العلماء في هذه الحالة:

الحنفية: يرون أن المصلي يتم صلاته بناء على ما يغلب على ظنه، فإن لم يترجح لديه شيء، بنى على اليقين وأتى بما شك فيه ثم سجد للسهو.

المالكية والحنابلة: يرون أن المصلي يبني على اليقين دائمًا، ويكمل الصلاة ثم يسجد للسهو قبل السلام.

أما الحنابلة فيفرقون بين الإمام والمنفرد:

الإمام: يُذكّر من قبل المأمومين.

المنفرد: يبني على اليقين.

وإذا تذكّر بعد انتهاء الصلاة، فلا أثر لذلك.

وقد استند العلماء في هذه الأحكام إلى أحاديث نبوية منها ما رواه عبد الله بن مسعود:
"إذا شك أحدكم في صلاته، فليتحر الصواب فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم ليسجد سجدتين."

الزيادة في الصلاة

وهي على حالتين:

▫️الزيادة في الأفعال:

مثل أن يكرر السجود أو الركوع، أو أن يزيد ركعة على العدد الأصلي للصلاة. في هذه الحالة يجب عليه أن يسجد للسهو.
وقد ورد عن عبد الله بن مسعود قوله: "إذا زاد الرجل أو نقص، فليسجد سجدتين."
ويُستحب أن يُنبّه المأموم الإمام إذا وقع ذلك، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر مثلكم، أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكّروني."

▫️الزيادة في الأقوال:

كأن يقرأ آية في موضع لا يناسبها مثل التسبيح أثناء القيام أو القراءة في الركوع.

إذا كان الأمر عن غير قصد، يُستحب السجود.

أما إذا كان عن قصد، فالصلاة تبطل.

النقص في الصلاة

ويقسم إلى حالتين أيضًا:

▫️نقص ركن من أركان الصلاة:

مثل ترك السجود أو الركوع عمدًا، فالصلاة تبطل.
أما إذا كان النقص سهوًا، فعلى المصلي أن يعود ويأتي بالركن، ويتم صلاته، ثم يسجد للسهو قبل السلام.

▫️نقص واجب من واجبات الصلاة:

مثل ترك التسبيح في السجود أو نسيان التكبيرات.

إذا كان متعمدًا: بطلت الصلاة.

إذا كان سهوًا:

إذا تذكّره قبل أداء الركن التالي، يعيد ما فاته ثم يسجد للسهو.

إذا لم يتذكّره إلا بعد الصلاة، فلا يلزمه شيء إن لم يكن ركنًا.

خلاصة الأحكام:

سجود السهو مشروع في صلاة الفرض والسنّة على السواء.

هو تعويض عن خطأ أو سهو في أفعال أو أقوال الصلاة.

يُفضل الالتزام بسنة النبي في طريقة الأداء وعدد السجدات.

يجب التفرقة بين السهو في الركن والسهو في الواجب أو السنن.