رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

خطيب الحرم: مَن حفظ حدود الله حفظه في دينه وأهله وعمره

بوابة الوفد الإلكترونية

أوصى فضيلة الشيخ ياسر الدوسري، إمام وخطيب المسجد الحرام، المسلمين خلال خطبة الجمعة اليوم، بتقوى الله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن من اتقى الله وقاه، ومن حفظ حدوده حفظه ورعاه، مبينًا أن حفظ الله عز وجل للعبد يشمل دينه ودنياه.
 

 دلائل قبول العمل واستمراره

وأوضح فضيلته أن من دلائل قبول العمل واستمراره، أن يكون الخير في ازدياد، والعمل متواصلاً في سبيل طاعة الله، مشددًا على أن الثبات على الطاعة لا يتحقق إلا برعاية الله، وحفظه للعبد في كل وقت وحين، فيناله العبد في حياته، ويستمر معه حتى بعد مماته.

واستشهد الدوسري بما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ أنه قال: "يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف".

وأكد فضيلته أن من أعظم ما يجب على المسلم حفظه من حدود الله وحقوقه: التوحيد الخالص، وتصفية القلب من كل شرك أو شائبة تعارض الإخلاص لله، فالتوحيد هو أصل الدين وعماده، ولا يُرجى ثواب لأي عمل مع خلل فيه، كما لا يخيب ظن أو أمل من حققه في قلبه.
 

 

أهمية المحافظة على الصلاة

كما أشار إلى أهمية المحافظة على الصلاة، باعتبارها عماد الإسلام، وأول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فهي مفتاح الفلاح وسر النجاح، مستشهدًا بقول الله تعالى: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾. وحثّ فضيلته المسلمين على رعاية أركان الإسلام الأخرى من زكاة وصيام وحج، وأداء حقوقها على الوجه الأكمل.

وبيّن الشيخ الدوسري أن حفظ الله لعباده ينقسم إلى نوعين؛ أشرفهما وأعلاهما هو حفظ العبد في دينه وإيمانه واستقامته على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، حيث يحفظه الله من الشبهات المضلة والشهوات المحرمة، ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه، ويتوفاه على الإيمان والسنة. أما النوع الآخر، فهو حفظ الله لعبده في دنياه، في نفسه وأهله وولده وماله، فلا يصيبه أذى إلا بإذنه، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾.

وشدد فضيلته على أن مقدار حفظ العبد لربه، يكون به مقدار حفظ الله له، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "احفظ الله تجده تجاهك"، مبينًا أن من راقب حدود الله، وراعى حقوقه، وجد الله معه في كل أحواله، يحوطه ويؤيده، ويوفقه ويسدده، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ﴾.

واختتم فضيلته الخطبة قائلاً: "اعلموا –رحمكم الله– أن من تعرف إلى الله في الرخاء، عرفه الله في الشدة، وكان معه في كل أحواله، يحفظه ويدفع عنه الضر عند نزول الكربات، وحين تشتد الأزمات وتقسو تقلبات الزمان".