هل يجوز الاستغفار بنية قضاء حاجة؟.. دار الإفتاء تُجيب

يتساءل الكثيرون، هل يجوز للمسلم أن يستغفر الله بنية قضاء حاجة دنيوية مثل الزواج أو الرزق أو الشفاء؟، سؤال يبدو بسيطًا، لكنه يعكس رغبة صادقة في الجمع بين الذكر والطمع في كرم الله، خاصة في ضوء ما ورد من فضل الاستغفار في القرآن والسنة.
الاستغفار مفتاح للفرج والرزق
روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال:«من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب»
هذا الحديث الشريف يؤكد الأثر العظيم للاستغفار في رفع البلاء، وجلب الرزق، وتيسير الأمور، بما يجعله عبادة لا تُستغنى عنها في حياة المسلم.
حكم الاستغفار بنية قضاء حاجة
أوضح الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاستغفار بنية تحقيق أمر دنيوي جائز شرعًا، سواء أكان طلبًا للرزق، أو الشفاء، أو الزواج، أو التوبة.
وأشار إلى أن جميع صيغ الاستغفار مقبولة، سواء قال المسلم:"أستغفر الله العظيم"، أو: "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، أو غيرها من الصيغ المأثورة.
وأكد شلبي أن النية تلعب دورًا محوريًا، فإذا اقترنت الرغبة في قضاء الحاجة بالذكر واليقين في الله، فإن الله قد يستجيب بفضله، مع ضرورة الأخذ بالأسباب والسعي وعدم التواكل.
استغفار الأنبياء في القرآن
من الأدلة على فضل الاستغفار ما ورد في سورة نوح:
﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا • يرسل السماء عليكم مدرارا • ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾
[نوح: 10-12].
فهذه الآيات تؤكد أن الاستغفار سبب في نزول المطر، وزيادة الرزق، والذرية، والبركة في الحياة.
الشيخ محمد وسام: الإخلاص يرفع الأجر
من جانبه، أكد الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه لا مانع شرعي من الاستغفار بنية دنيوية، إلا أن الأفضل دائمًا هو أن يكون العمل خالصًا لله.
وأضاف أن النية كلما سمت بالإخلاص، عظم الأجر وارتقى مقام العبد عند الله.
واستشهد وسام بحديث النبي ﷺ:"من قال حين يصبح وحين يمسي: حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة"
داود].
فضل سيد الاستغفار
وفي سياق متصل، أوضح وسام فضل "سيد الاستغفار"، وهو دعاء عظيم علّمه النبي ﷺ لأصحابه، جاء فيه:"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
وقال: "من قالها موقنًا بها في النهار ومات قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها ليلًا ومات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة" [رواه البخاري].