3 مليارات جنيه
افتتاح أكبر توسعات لصناعة اللقاحات البيطرية في الشرق الأوسط بالشرقية

في إنجاز جديد يُجسد رؤية الدولة المصرية في دعم الصناعات الاستراتيجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي، افتتح المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، التوسعات الجديدة لإحدى كبرى الشركات الوطنية المتخصصة في إنتاج وتصنيع اللقاحات البيطرية بمدينة الصالحية الجديدة، بإجمالي استثمارات تصل إلى 3 مليارات جنيه.
وتُعد هذه الشركة من الكيانات الرائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجال إنتاج اللقاحات البيطرية، حيث تمتلك حضوراً فعالاً في أكثر من 42 دولة، وتسهم بشكل فعّال في دعم منظومة الثروة الحيوانية محليًا وإقليميًا.
حضر مراسم الافتتاح عدد من القيادات التنفيذية والخبراء، من بينهم الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان، والدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة ممثلاً عن وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء ياسر عباس نائب الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاستثمار ممثلاً عن وزير الاستثمار، إلى جانب الدكتور حامد موسى الأقنص رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، والدكتور تامر الحسيني نائب رئيس هيئة الدواء المصرية، والدكتور هشام بدر نائب رئيس هيئة الشراء الموحد، إضافة إلى الدكتور مجدي السيد رئيس مجلس إدارة الشركة، والدكتور كريس نيلسون رئيس شركة "كيمن" العالمية، وسفير دولة رواندا، وعدد من الخبراء والأساتذة المتخصصين في الصناعات الدوائية البيطرية.
وفي كلمته خلال الافتتاح، أعرب محافظ الشرقية عن سعادته البالغة بافتتاح هذه التوسعات، مؤكدًا أن هذا الصرح العلمي والصناعي يمثل إضافة نوعية قوية لمنظومة الإنتاج الدوائي البيطري في مصر، ويسهم بشكل مباشر في تحسين قدرة الدولة على التصدي للأوبئة الحيوانية ودعم الأمن الغذائي.
وقال الأشموني: "تفخر الشرقية دومًا بأنها رافعة أساسية للتنمية الزراعية والصناعية، وها هي اليوم تُعزز مكانتها من خلال احتضان مشروع ضخم يُجسد تكامل البحث العلمي مع الصناعة، ويضع مصر على خريطة المنافسة العالمية في مجال اللقاحات البيطرية".
وشدد على أن المحافظة تضع ملف جذب الاستثمارات النوعية في مقدمة أولوياتها، وتعمل على تهيئة مناخ مشجع للاستثمار من خلال توفير التسهيلات والحوافز للمستثمرين الجادين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية التي تدعو إلى توطين الصناعة وزيادة الصادرات.
وعقب مراسم الافتتاح، اصطحب رئيس مجلس إدارة الشركة المحافظ والحضور في جولة تفقدية داخل أقسام المصنع الجديد، حيث قدم عرضاً توضيحياً تناول نشأة الشركة ومسار تطورها منذ تأسيسها عام 2006 بشراكة مصرية-عربية-أمريكية، في وقت كانت البلاد تواجه تحديات وبائية كبيرة تمثلت في انتشار إنفلونزا الطيور والحمى القلاعية.
وأشار الدكتور مجدي السيد إلى أن التوسعات الأخيرة رفعت إجمالي استثمارات الشركة إلى نحو 5 مليارات جنيه، كما وفرت فرص عمل لنحو 820 موظفًا وباحثًا من الكفاءات المتخصصة، يعملون على إنتاج لقاحات بيطرية بجودة تضاهي المعايير العالمية.
وأكد أن المبنى الجديد تم تجهيزه بخطي إنتاج متطورين يعملان بشكل آلي كامل، لرفع الطاقة الإنتاجية بأكثر من 4 مليارات جرعة إضافية سنويًا، مما يسمح بتلبية الطلب المتزايد على اللقاحات محليًا وتصديرها إلى الأسواق الدولية، مشيرًا إلى أن حجم التصدير المستهدف يتجاوز مليار جنيه خلال عام 2025، ويُتوقع أن يتجاوز 5 مليارات جنيه بحلول عام 2029.
وتستهدف الشركة، بحسب رئيس مجلس الإدارة، الوصول إلى نسبة استحواذ تصل إلى 25% من حجم السوق المحلي بحلول عام 2026، إلى جانب إنتاج 50 مليون جرعة سنويًا من لقاحات الحمى القلاعية والجلد العقدي، ما يدعم جهود الدولة في القضاء على الأمراض الوبائية التي تهدد الثروة الحيوانية.
وفي خطوة علمية غير مسبوقة، أعلنت الشركة عن افتتاح أكبر مركز للبحوث والتطوير والتدريب في مجال اللقاحات البيطرية في مصر والمنطقة، يضم 5 معامل من المستوى الثالث BSL3، و18 معملًا من المستوى الثاني BSL2، ويهدف إلى تطوير لقاحات جديدة ومحسنة تتماشى مع التغيرات الوبائية العالمية وتحديات المستقبل.
وفي ختام الزيارة، شدد محافظ الشرقية على أن الاستثمار يمثل ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدًا التزام المحافظة بمواصلة دعم المشروعات الجادة في مختلف القطاعات، وعلى رأسها الصناعات الدوائية، لما لها من أهمية في تحقيق السيادة الدوائية ومساندة جهود الدولة في التنمية المستدامة.