ذبح كبشين بنفسه.. ملك المغرب يضحي نيابة عن الشعب بعد منع الأضاحي (فيديو)

نشر التلفزيون والقنوات المغربية، مقاطع فيديو لتأدية ملك المغرب محمد السادس لصلاة عيد الأضحى المبارك اليوم السبت على خلاف بقية الدول الإسلامية التي احتفلت بأول أيام العيد أمس ونحره كبشين ضخمين واحد لنفسه والآخر نيابة عن الشعب وذلك عقب الجدل واللغط الكبير الذي استحدثه قراره بمنع ذبح الأضاحي هذا العام.
وفي خطوة استثنائية لم تحدث منذ سنوات طويلة، أصدرت السلطات المغربية قرارًا بمنع ذبح الأضاحي في عيد الأضحى لهذا العام، وذلك بتوجيه مباشر من الملك محمد السادس، الذي يحمل أيضًا صفة أمير المؤمنين. يأتي هذا القرار في ظل ظروف صعبة تشهدها المملكة، وقد أثار ردود فعل واسعة.
شاهد الفيديو بالضغط هنا..
وتُعزى الأسباب الرئيسية وراء هذا القرار إلى عدة عوامل متضافرة، منها الجفاف والأزمة الزراعية حيث يواجه المغرب سنوات متتالية من الجفاف الشديد، مما أثر بشكل كارثي على القطاع الزراعي والثروة الحيوانية. أدت هذه الظروف إلى تدهور كبير في أعداد الماشية والأغنام المتاحة.
ونتيجة للجفاف ونقص الأعلاف، ارتفعت أسعار الماشية بشكل جنوني، مما جعل شعيرة الأضحية عبئًا ماليًا لا يطاق على العديد من الأسر المغربية، خاصة ذوي الدخل المحدود. يهدف القرار إلى تخفيف هذا العبء.
ويهدف القرار أيضًا إلى حماية ما تبقى من الثروة الحيوانية في البلاد، ومنحها فرصة للتعافي من سنوات الجفاف المتتالية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها المملكة قرارًا مشابهًا. فقد سبق للملك الراحل الحسن الثاني أن ألغى شعيرة الأضحية ثلاث مرات في أعوام 1963 و1981 و1996، وذلك بسبب ظروف استثنائية مثل الحرب والجفاف.
أعلن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، عن الرسالة الملكية التي حثت المواطنين على الامتناع عن الذبح، مؤكدًا أن الملك سيقوم بالذبح نيابة عن الشعب المغربي.
وقد بدأت السلطات حملات لمنع بيع الأضاحي في الأسواق وتنظيم دخول المواشي إلى المدن، مع تقارير عن إغلاق أسواق المواشي المؤقتة ومنع بيع أدوات الذبح في بعض المناطق.
وتلقى القرار ردود فعل متباينة بين المواطنين. فبينما يرى البعض فيه حكمة ملكية ضرورية لحماية الاقتصاد والمواطنين في ظل الظروف الراهنة، يشعر آخرون بأنه يمس بشعيرة دينية راسخة.
وكان للقرار تأثير كبير على قطاع تربية المواشي والعاملين فيه، خاصة المربين الصغار والعمال الموسميين.
ويشجع القرار المواطنين على التركيز على الجوانب الروحية والخيرية لعيد الأضحى، مثل أداء الصلاة والصدقات ومساعدة المحتاجين، بدلاً من التركيز على شعيرة الذبح التي أصبحت باهظة التكلفة وصعبة التنفيذ في ظل الظروف الحالية. يهدف ذلك إلى الحفاظ على روح العيد ومعانيه السامية، حتى في غياب أحد أبرز طقوسه المعتادة.