رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
المشرف العام
سامي أبو العز
رئيس التحرير
ياسر شوري

ما الحكمة من رمي الجمرات أثناء مناسك الحج؟.. 4 معاني يجهلها كثيرون

بوابة الوفد الإلكترونية

يُعد رمي الجمرات من أبرز شعائر الحج التي يؤديها الحاج خلال أيام التشريق، حيث يرمي الحاج في كل يوم من هذه الأيام سبع حصيات، تبدأ برمي جمرة العقبة الكبرى في يوم النحر، ثم تتبعها الجمرات الثلاث في بقية الأيام.

 ولكن، ما الحكمة الشرعية والرمزية من هذا النسك المهم الذي يؤديه ملايين الحجاج كل عام؟ إليك التوضيح الكامل.

الحكمة الشرعية من رمي الجمرات

 

يجهل كثير من المسلمين أن لرمي الجمرات دلالات روحية وتاريخية عميقة تتجاوز مجرد أداء المناسك، وتتمثل هذه الحكم في أربعة أمور رئيسية:

الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:

 رمي الجمرات هو سنة نبوية فعلية، حيث رمى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وقال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ». فالرمي هو تطبيق عملي لتوجيه النبي واتباع لسنته.

الطاعة لأمر الله ورسوله: 

رمي الجمرات يأتي امتثالًا لأمر النبي، وهو جزء من طاعة الله عز وجل، كما في قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ" (النساء: 59).

تذكّر موقف سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الشيطان:

 تحاكي شعيرة رمي الجمرات موقفًا تاريخيًا عظيمًا حدث مع سيدنا إبراهيم، عندما حاول الشيطان أن يثنيه عن تنفيذ أمر الله بذبح ابنه إسماعيل. فاعترضه ثلاث مرات، وفي كل مرة كان سيدنا إبراهيم يرميه بسبع حصيات، حتى طرده وأتم طاعة ربه. يقول تعالى في وصف هذا الموقف:
"فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)" (الصافات).

إهانة الشيطان وإظهار العبودية لله:

 رمي الجمرات يُعدّ ترغيمًا للشيطان وإذلالًا له، حيث يُظهر المسلم من خلال هذا النسك أنه لا يتبع خطوات الشيطان، بل يسير على درب الطاعة والامتثال لله، ويُحيي بذلك شعيرة من أعظم شعائر الإسلام.

رمي الجمرات في روايات السُّنة

ذكر الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية السابق، أن رمي الجمرات يرمز لموقف عظيم حينما حاول إبليس أن يُضل سيدنا إبراهيم وإسماعيل، فقام إبراهيم برميه ثلاث مرات، وبهذا ترسخ المبدأ الإيماني بأن المؤمن لا يطيع إلا أوامر الله.

واستشهد بما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن جبريل -عليه السلام- ذهب بإبراهيم إلى مواضع الجمرات الثلاث، وفي كل موضع عرض له الشيطان، فرماه بسبع حصيات فاختفى. وقال إسماعيل لأبيه حين أراد ذبحه: "يا أبتِ أوثقني حتى لا أضطرب"، فرد الله كيد الشيطان ونادى إبراهيم: "أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا".

ماذا يحدث للحصى بعد رمي الجمرات؟

وفقًا لتقرير نشرته قناة العربية، تُجمع الحصيات تلقائيًا في قبو أسفل جسر الجمرات على عمق 15 مترًا، حيث تقوم ثلاثة سيور آلية بجمع الحصى من الأحواض الثلاثة. ثم تُجرى عليها عملية غربلة لتنقيتها من أي شوائب، ويتم التحكم في السيور والبوابات إلكترونيًا، لتُحول الحصى إلى عربات ضاغطة، ثم تُنقل إلى مواقع مخصصة للتخلص منها كنفايات، وتُقدّر الكمية بنحو 1000 طن سنويًا.

أداء الحجاج لرمي الجمرات

يبدأ الحجاج برمي جمرة العقبة الكبرى بعد التحرك من مشعر مزدلفة فجر يوم العيد، بعد أن وقفوا بعرفة وأدوا الركن الأعظم من أركان الحج.

 ويواصلون في الأيام التالية رمي الجمرات الثلاث، ويجوز لمن تعجل أن يُنهي المناسك في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة، لقوله تعالى: "فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى" (البقرة: 203).